صفحة:تاريخ الدولة السعودية المجلد الثاني (1964) - آمين سعيد.pdf/43

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

هذا بذبحة صدرية بعد تعيينه بثلاثة أيام ، فكان الدور للشريف حسين بن علي ابن محمد بن عون ، وكان ينزل الاستانة ويتقلد منصب عضو في مجلس شورى الدولة ، وهو منصب شرفي لا عمل لصاحبه ووصل الحسين إلى جدة في خريف سنة ١٣٢٦ ، فاستقبله على الرصيف عدد من شبانهـا ، وخطب السيد قاسم زينل باسم زملائه ، فرحب به وقال ان الحجازيين يرحبون به ويرجون لقطر هم اصلاحا وتقدمـا على يده ينسجم مع الدور الدستوري الذي تستقبله البلاد العثمانية وترجو كل خير وفلاح في ظله ) فرد عليه بأنه لا شريعة في الحجاز سوى شريعة الاسلام ، ولا كتاب سری كتاب الله وسنة رسوله . فدل ذلك على انه ينوي أن يسير سيرة أجداده الأولين . وعتكف بعد وصوله الى أم القرى ، يدرس حالة البلاد العامة تمهيدا لرحم الخطة التي يسير عليها ، فاستوقف نظره ورود انباء من مناطق الحدود الشرقية (حدود الحجاز ونجد) تفيض بالحديث عن انتشار رسل الدعوة السعودية الجديدة دعوة التوحيد التي احياها وجددهـا الامام عبد العزيز بين القبائل ، وتقول انضموا البهم ووالوهم ، وان نشاطهم يتسع ويزداد . ان كثيرين منهم وأعد على الفور تقريراً مطولا أرسله الى حكومة الاستانة يصف حالة الحدود ويدعو الى اتخاذ تدابير سريعة وعاجلة لوقف هذا النشاط والقضاء على هذه الحركة قبل استفحالها وامتداد خطرها ، فجاءه الجواب بالموافقة . وأطلقت الدولة يده في اتخاذ مـا يراه لازما من التدابير ، فأعد حملة قادها بنفسه الى مناطق الحدود سنة ١٣٢٨ ، وقد يكون من جملة العوامل التي شجعته وجعلته ينهض بالعمل ، وصول أبنـاء سعود بن فيصل مع بعض الخوانهم الى الحجاز ويطلقون عليهم في نجد اسم و العرائف ، وقد ورد ذكرهم في الفصل السابق : لاجئين الى مكة يستعدون الشريف على ابن عمهم ، فأنزلهم على الرحب والسعة وبالغ في اكراسهم اعتقادا منه أن وجودهم في جانبه بسهل مهمته <-D . 4