صفحة:تاريخ الدولة السعودية المجلد الثاني (1964) - آمين سعيد.pdf/18

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

وكانت تعليماته لهؤلاء ان يعودوا بعد ٢٤ ساعة من مفارقته لهم الى الكويت اذا لم يرسل في طلبهم . ولعلياته الى اخيه محمد بأن يظل على المال بالمؤخرة ويترقب اوامره ، فاذا انقطعت اخباره ولم يعد حتى اليوم التالي فليعد الى الكويت أيضاً ومشى مع ستة من رجاله نحو السور ، واختار الجهة الغربية الجنوبية ، فدخل منها المدينة . ذلك أن ابن الرشيد أمر بهدم القسم الأكبر من السور بعد استيلائه على الرياض ، فهدم جانب منه ، فتحول نصف جداره المرتفع الى ركام من الحجارة وكان من الصعب اقتحامه لو بقي على حاله . وكان ورجاله بسيرون منفردين وبين الواحد والآخر بضعة امتار لتسلا يلفتوا نظر الحرس ، وساعدهم وسهل مهمتهم ذلك الظلام الذي كان يلف الكون بمناسبة ابتداء الشهر. ووصل ورفاقه ، في وسط هذا الجو الملائم المناسب الى الفندق الجاف المحفور حول السور ، فوقف امامه برهة ، يصغي الى النداء الذي اعتاد الحراس ان يتبادلوه ليتأكدوا أن أحداً . منهم لم يغلبه التماس واستند المغامرون الى جذع شجرة هنالك ، بعدما اطمأنوا قليلا ووثقوا من عدم وجود أي حرة ، ثم اندفعوا يتسلقون حافة السور فبلغوا ساحة المدينة الرئيسية حيث قصر آل سعود . - . وسلكوا بعد ذلك ، طريقا جانبيـا وساروا حتى بلغوا باب منزل صغير فطر قوه ، فردت امرأة بصوت ضعيف من الداخل تسأل من الطارق، فرد عليها بأنه من رجال عجلان (امير المدينة) وقال اننا نريد شراء ابقار فافتحي الباب ، فردت قائلة : ـ إذهب من هنا . انت تريد الفساد وليس في البيت بفي ـ لا والله يا خالة ، ـ أهـذا وقت البيع والشراء ، أبعد منتصف الليل تطرف الحي وتزعم البيع والشراء ؟ - ۲۰۰