صفحة:تاريخ الدولة السعودية المجلد الثالث (1964) أمين سعيد.pdf/21

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

ولقد كان اهم مــا فكرنا فيه ، تأمين المواصلات بيننا وبين البلاد العربية ، فأتصلنا بحكومتي الاردن وسورية الشقيقتين لاعادة سكة حديد الحجــاز ، فاستجابت الحكومات الدمرتنـا ، وعقد في الرياض مؤتمر تم الاتفاق فيه على الأسس التي يعود الخط بموجبها الى سيرته الاولى ، وبعثت هيئة فنية لدراسة الخط ، فوضعت تقريرا عن تكاليف اصلاحه بالتعاون مع الدولتين الشقيقتين على اعادته ، وسنضع برنامجاً تدريجيا لافتتاح الخط في مختلف انحاء البلاد 9 – ان العمود الفقري للدولة ، لانتظام مصالحها والذي تقوم عليه الحيـاة العامة والخاصة ، هو المال ، وبغير تأمين موارد كافية للدولة ، وبغير تنظيم صرف هذه الأموال ، لا يمكن ان يستقيم لنا امر ، او ننجح في اي عمل عمراني او تجاري او اقتصادي ، وكانا يعلم كيف تأسست وزارة المالية في هذه الدولة وما هي الأعباء التي ارهقت كواهلها ، وقد مر علينـا وقت كانت كل اعباء المشاريع العمرانية ، والاقتصادية ، والزراعية ، والصناعية وغيرها ، بل وحتى العسكرية ايضا ، على عاتق وزارة المالية ، وهذا بالطبع حمل تنوء به العصبة أولو القوة ، فضلا عن فرد او افراد ، لذلك اخذنا على عاتقنا تخفيف الأعباء عن هذه الوزارة وجعلها وزارة المالية بالمعنى الصحيح ، بحيث تتولى جمع كل واردات الدولة ، كما تتولى صرفها ضمن الميزانية المعتمدة ، وما كان يجوز في السابق لضيق الموارد وقلة المشاريع العمرانية التي كنا نضطلع بها ، لا يجوز اليوم بعد اتساع الموارد ، وتعدد المشاريع العمرانية التي ينبغي النهوض بها . لذلك أمرنا باعداد ميزانية للدولة لتعرض على مجلسكم لمناقشتها واقرارها ، وأمرنا بجعلها ثلاثة أقسام: قسما لموازنة دوائر الدولة ومصالحهـا ، وقسماً يخصص للمشاريع الاصلاحية ا العمرانية التي ستعرض على مجلسكم لاقرارها ، وقسما آخر للاحتياط ۱۰ – وبالنظر لرغبتنا في تعاون شعبنا فيما يتعلق بنــا من مصلحة ، - - ۲۱۰ .