صفحة:تاريخ الدولة السعودية المجلد الثالث (1964) أمين سعيد.pdf/104

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

ولا نرضى به ، فنحن الذين يجب ان يستغل ويستثمر لأننا الاقوى ، وكلمة القوي هي العليا . ودخلت الامبراطورية البريطانية في دور التصفية ، بحكم ما طرأ عليها من الضعف ، وبحكم انتشار المبادىء الجديدة التي ولدتها تلك الحرب، وتهب الشعوب حق تقرير المصير، وتعترف لها بحق اختيار الحكم الذي يلائمها ويناسبها ، فانفصلت عنها الهند سنة ١٩٤٧ وهي المن درة في تاج استعمارها ، ولحقت بها سنة ١٩٥٦ ، والودان سنة ١٩٥٦ ، والعراق سنة ١٩٥٨ ، ونيجيريا مصر . سنة ١٩٦٠ ، وغيرها من الاقطار الآسيوية والافريقية الكثيرة العديدة . وانتقل الحكم في انكلترا سنة ١٩٥٤ الى المستر ابدن بعد ان اعتزله استاذه المتر تشرشل ، فشرع في محاولات أراد بها احياء النفوذ البريطاني ، وتجديد شباب الامبراطورية العجوز الحرمة ، فشن في وقت متقارب ثلاث حملات اختار شرقنا العربي ميداناً لها ، وما ذلك الا لان هذا الشرق لا يزال في دور النمو، ولان فيه البترول ، والبترول الثمن شيء في عصر الماكنة لقد كانت سلطنة ( مسقط وعمان ( في داخل الخليج العربي ، الميدان الاول ، الذي اختاره لجولاته ، لانها شبه منعزلة ، ولان فيها « سلطاناً ، ينقاد اليهم ، ويقف تحت رايتهم ، فحمل على امامة عمان بقواه الكبرى سنة ١٩٥٤ ، فأنشب فيها مخاليه ، فلجأ الامام غالب بن علي الهنائي ( امام عمان الشرعي ) الى المملكة السعودية ، فأنزلته على الرحب والسعة ، وافسحت له مجال العمل ، ولا يزال يقيم في ثغر « الدمام ، محاطاً بالرعاية . وكانت واحة البريمي ، وهي جارة مسقط ، الميدان الثاني ، فحمل عليها سنة ١٩٥٥ ، وبسط عليها سلطانه ، اعتماداً على القوة وحدها . . وحمل على مصر في سنة ١٩٥٦ بالاتفاق مع فرنسا واسرائيل ، فأنزل قواه -1+-