صفحة:تاريخ الدولة السعودية المجلد الأول (1964) أمين سعيد.pdf/77

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

وكانت أوامر التعبئة تقضي بأن تكون قرية والتنومة، في القصيم مركز التجمع . وجاء الامراء ، وجاء الرجال ، وجاء الامام أيضاً . وصلى عبد النحر لذلك العام (۱۲۱۸) وهو في التنومة ، فعيد ، ونحر ، وتصدق ، ثم أصدر أمراً الى عربان الظفير الذين في الحملة ، بأن يعودوا إلى ديرتهم ، وتقع في المنطقة الشمالية ، معلنـا بأن الغاية من التعبئة قد تحققت ، ولذلك فهو يعود الى الدرعية . وأصدر الأمر بالرحيل اليها فعلا لقد كانت للامام غاية مضرة من وراء اعادته عربات الظهير الى ديرتهم ، لقد كان يريد من وراء التظاهر بالعودة الى الدرعية ، تضليل سكان الشمال وبعث الاطمئنان الى نفوسهم ، لكي يتسنى له اخذهم على غمرة والايقاع بهم ) فينال منهم ما يريد نيله بدون كبير تعب ولا عناء ولا زائد تضميات ، والحرب خدعة كما يقولون . ويحدثنا ابن بشر في تاريخه (ص ١٤٠) بأن الامام سعود كان يتبع هذا الاسلوب في غالب غاراته ، فاذا أراد غزو اهل الجنوب ، أعلن أنه يريد غزو الشمال وبالعكس ، ثم بدرد بعد ان يبعث الاطمئنان الى نفوس أهل المنطقة التي يريد غزوها فيأخذهم أخذ عزيز مقتدر ، وينفذ فيهم ارادته وطبقا للخطة التي رسمها ، سار بجيوشه نحو الدرعية للتضليل ، ثم أصدر بعد يومين امراً بالاتجاه نحو الشمال ، وكانت مدينة البصرة هي المقصودة بالذات . والتقت الحملة وهي في طريقها إلى الزبير ، بسرية لعرب المنتفك أو عرب - . ( – ۷۷ - تجنيد اجباري، ولا الدريب، ولا تمرين. فالكل جنود يدعون للعمل عند الحاجة ، ويعودون الى منازلهم بعد زوالها وتعد أخذت الدولة السعودية بالنظم الحديثة المتبعة في التعبئة مع العديل يسير ، فقد أنشأت جيشا طبقا للأنماط الحديثة ، له ضباط، ومدارس حربية ، وقواد ، ومدربون . على أنها لم تأخذ بنظام المقدمة العسكرية الالزامية ، اكتفاء بوجود الجيش الاهلي الذي انشأته وأسمته «الحرس الابيض» ويتألف من متطوعة يدربون أيضا على الأساليب الحربية الحديثة ، ويساسون بالأسلحة الحديثة . - .