صفحة:تاريخ الدولة السعودية المجلد الأول (1964) أمين سعيد.pdf/71

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

الدرعية ، فبايع الأمير على السمع والطاعة ، ثم قصد «العبيلا» وهي بلدة معروفة بين تربه والطائف وأقام فيها. فأعد الشريف غالب حملة سار على رأسها ازاته والخضاعه ، فدار قتال امتد اياماً ، عاد بعده الشريف إلى الطائف دون ان ينال من خصمه مثالاً. . وأرسل المضابقي الى نجد يستنفرهـا ويستصرخها لمساعدته ، فاستجابت له وأقبلت لنصرته ، فسار الى الطائف ، وكان الشريف مـا يزال ينزلها مهاجمها ، فارتد الشريف والذين معه الى مكة ، فلحق بهم البها ودخلها باسم الأمير عبد العزيز سنة ١٢١٧ ، فأصدر هذا أمرأ عينه بموجبه واليا على مكة والطائف . ووصل الأمير سعود بعدما جاءته اخبار هذا الانتصار ، الى الحجاز على رأس جيش كبير ، ونزل بوادي العقيق بجوار المدينة .

وانسحب الشريف غالب الى جدة ورابط وراء أسوارها ، ودخل سعود والذين معه مكة محرمين وأدوا فريضة الحج ( موسم سنة ١٢١٧ ) وأعطى الأمير الأمان لأهل مكة ، وهدم المشاهد والقباب والأضرحة طبقا للطريقة المتبعة عندهم ، كما ارسل حملة الى جدة ، فقاومها الشريف ودافع عنها وكانت محصنة.

وأرسل الشريف غالب من جدة ، الى الأمير عبد العزيز طالبـا الصلح وواعداً بالطاعة ، فاستجاب له وأعاده الى منصبه .

ولم يطل الامام الإقامة في مكة ، بل غادرها وحاشيته الى نجد بعد ان أقام فيها حامية قوية لحفظ الامن وتنفيذ الأحكام .

وهكذا أسدل الستار على حرب الحجاز الأولى ، وكانت في نهايتها نصراً عظماً لنجد وأبنائها .

– ۷۱ –