صفحة:تاريخ الدولة السعودية المجلد الأول (1964) أمين سعيد.pdf/40

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

في النار.

وأفاض في الحديث عن البدع المتفشية في نجد، وما عليه اهلها من الخلافات والجور والظلم.

وختم محمد بن سعود الاجتماع، فقال :

أيها الشيخ :

ان هذا دين الله، ودين رسوله صلى الله عليه وسلم، لا شك فيه، فابشر بالنصرة لما أمرت به، وبالجهاد في من يخالفك، على أن لي عليك شرطين وها : الأول : اذا نحن قمنا بنصرتك والجهاد في سبيل الله تعالى، وفتح الله لنا البلاد فلا ترحل عنا، ولا تستبدل بنا غيرنا.

والثاني : ان لي على اهل الدرعية خراجـا أتناوله منهم وقت النار، فلا تمنعني عن أخذه.

وقال الشيخ : وأما عن الأول، فأمده يدك، فمدها، فقيضها وقال له : «الدم بالدم والهدم بالهدم».

وقال عن الثاني : « وأما هذه فلعل الله يفتح عليك الفتوحات فيعوضك من الغنائم ما هو خير منه».

وهكذا تم الاتفاق بينهما على الجهاد في سبيل الله، واعلاء كلمة التوحيد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهو اتفاق شرعي معقول، كان الاساس الذي رفعت عليه قواعد الدولة السعودية، وكان فاتحة هذا التطور العظيم في جزيرة العرب، فقد بدل خرفها أمناً، وجوعها شبعاً، ورفع شأنها وأعز شعبها. . لقد كان اتفاقاً كريماً، نافعا ومفيداً، وضع لغاية من اشرف الغايات وأسماها، فحالفه النجاح شأن كل مبدأ شريف، فالبقاء دائما للأصلح والأفضل، وما ينفع الناس يمكث في الأرض.