وكتب إلى رئيس بلدة «المجمعة» بدعوه للطاعة فلم يرد، فاستنفر أهل سدير وسار اليه ومحاصره، فاستسلم وبايع.
وجاءه أهل الزلفي واهل الفاط مبايعين، وكاتب اهل شقرا وغيرهم من اهل الوشم ثم رحل اليهم واقام بينهم ثم سار الى جلاجل ورتب فيها حامية واستنفر اهل الزلفي والغاط ومنيخ وسدير وسار إلى حريملا فاستعصت عليه فنازلها فاستسلمت واطاعت، ثم اتجه إلى منفوحه واستسلمت واطاعت. وقصد بعد ذلك الى الرياض وكانت فيها حامية مصرية فقاومته، فحاصرها واستمر القتال بينهما نحو شهر، ثم رحل عنها في نهايته لوصول نجدات اليها بقيادة فيصل الدويش شيخ مطير. على أنه عاد الى حصارها بعد رحيل هذا وضايقها وقطع كل صلة بينها وبين الخارج.
وتقدم اليه قائد هذه الحامية يطلب صلحاً له ولاهل الرياض، فصالحه على ان يخرج بجنوده وقواه ويعودوا الى اوطانهم. وعلى ان يكون لأهل العارض كافة الأمن والأمان.
فكان هذا أول فوز يناله، كما كان اول لبنة في بناء تجديد الدولة.
وعهد الامام الى ابن عمه مشاري بن ناصر بأن بدخل الرياض ويتولى امرها وارسل معه حامية قوية.
وانضمت اليه بعد ذلك حوطة بني تميم والحريق وثرمدا وشقرا ووفد اليه امیر عنيزه وكاتبه رؤساء القصيم كما انضمت اليه مقاطعة الخرج.
ووصل الى الرياض سنة ١٢٤٢ نجله فيصل هارباً من مصر. ووفد اليه في هذه السنة رؤساء القصيم مبايعين على السمع والطاعة.
وزار الحسا في سنة ١٣٤٤، فأقبل عليه علماؤها وامراؤها مبايعين. وقبل ذلك وفي سنة ١٢٤٣ زاره وفد من رؤساء عمان وطلبوا منه أن يرسل معهم قاضياً ومعلماً وسرية تقاتل معهم عدوهم فأجابهم الى طلبهم وانتدب عبد الله بن سعد اميراً فسار معهم ونزل في قصر البوريمي.