صفحة:تاريخ الآداب العربية في الربع الأول من القرن العشرين (1926) - لويس شيخو.pdf/68

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

كمديرية التحريرات ووظيفة مميز لقلم المكتوبي ومراقبة المطبوعات واشتغل بنظام جبل لبنان بعد حوادث السنة الستين. وقد دخل أولاده في خدمة الدولة على مثاله فاستحقوا معه شكر أربابها.

وتوفي فجأة في بيروت في 28 ك2 من السنة 1908 اللبناني الأديب (فارس بك شقير) كان تهذب بالعلوم العصرية وتولى في لبنان مأموريات شتى منها منصب القائمقامية في الكورة وكان شاعرا وكاتبا ونشرت له آثار حسنة من قلمه في الصحائف الوطنية. وهو أخو شاكر شقير السابق ذكره.

وبعد إعلان الدستور العثماني بزمن قليل ودع الحياة أحد أساتذة الكلية الأميركية (يوحنا ورتبات) في 22 ت2 1908 عن ثمانين عاما. كان أصله من الأرمن فنزحت عائلته إلى سورية ودانت بالمذهب البروتستاني. وكانت مولد يوحنا في حلب سنة 1827 ثم دخل في خدمة المرسلين الأميركان فتعلم وعلم في مدارسهم ثم دفعوه إلى درس الطب وأرسلوه إلى إنكلترا وإلى أميركة فأتقن فيهما العلوم الطبية والجراحية وتعاطاهما ودرسهما وألف فيهما التآليف الواسعة كحفظ الصحة والفسيولوجيا ومبادئ التشريح وأصول التشريح. وقد نشر في المقتطف والمقتبس مقالات عديدة وكتب في الإنكليزية عن أديان سورية ونشر مع ابنه قاموسا إنكليزيا عربيا ومع الدكتور بورتر قاموسا عربيا إنكليزيا. وكان الدكتور ورتبات درس العربية على الشيخ ناصيف اليازجي فأتقنها وبها علم طلبته إلى السنة 1886 حيث غيرت المدرسة الأميركية خطتها في لغة التدريس فجعلتها الإنكليزية عوضا عن العربية فاستعفى الدكتوران ورتبات وفان ديك ولازما بيتهما.

في غرة حزيران من السنة 1910 فقدت مجلة المقتطف أحد أركانها الثلاثة الذين باشروا إنشاءها في بيروت سنة 1876 أعني به (شاهين مكاريوس) ولد في جهات مرج عيون سنة 1852 وتعلم فيها القراءة والكتابة ثم دخل كعامل في مطبعة الوطن في بيروت وثابر على المطالعة وتمرن على الكتابة ونظم الشعر فبرع فيهما ثم انقطع مع زميليه يعقوب صروف وفارس نمر إلى خدمة مجلة المقتطف فأدى لها باجتهاده وثباته أجل الخدم ونشر فيها مقالات مختلفة. وقد أولع المذكور بخدمة الماسونية حتى أصبح أحد أقطابها في سورية ومصر وقد بينا في كتابنا (السر المصون