الآداب العربية في الربع الأول من القرن العشرين
وقتل مثله شنقاً في ذلك اليوم في بيروت أديب آخر (عبد الغني العريسي) المولود سنة ١٨٩١ درس في مدارس بيروت وخصوصاً في المدرسة العثمانية لمؤسسها الشيخ عباس الأزهري ثم علم فيها سنتين. ثم انقطع إلى الكتابة فأصدر جريدة المفيد أيد فيها النهضة العربية وأثار عليه غضب الأتراك حتى تسنى لجمال باشا أن يلقي عليه القبض فذهب ضحية الاستبداد. ومن آثاره الأدبية طبعه لديوان الطويراني ثمرة الحياة وتعريبه لكتاب البنين لبول دومر.
وكان شريكه في تلك النكبة (الشيخ أحمد طبارة) أحد أدباء بيروت ووجهائها. أصاب له في الصحافة ذكراً طيباً فحرر في أول عهد الدستور جريدة الإصلاح فكان لها وقع كبير في قلوب العرب السوريين. ثم أنشأ جريدة الاتحاد العثماني فامتازت بحسن إنشائها. وحضر في باريس المؤتمر العربي السوري وكان أحد أعضائه العاملين فنقم عليه جمال باشا وذووه فحكم عليه بالإعدام.
وفي السنة ١٩١٧ اخترمت المنون أحد أدباء الدروز (محمد أبا عز الدين) كان كاتب ضبط دائرة الحقوق الاستئنافية في جبل لبنان ثم تعين رئيساً لمحكمة الشوف. كان يجيد الكتابة ويراسل الصحف السيارة وله عدة مقالات وقصائد أعرب فيها عن حسن ذوق ومعرفة بفنون الإنشاء. نشرنا له مقالة مستجادة في المشرق (٢ (١٨٩٩) : ٥٣٦) . تحت عنوان (شهيد العلم) .
وفي تلك السنة أيضاً فقدت الأسرة الرافعية ومدينة طرابلس رجلاً من