صفحة:تاريخ الآداب العربية في الربع الأول من القرن العشرين (1926) - لويس شيخو.pdf/54

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

التاسع عشر (ص79 - 81) ذكرناه مع رصيفيه الشيخين يوسف الأسير وإبراهيم الأحدب وقد جعلنا هناك وفاته سنة 1909 والصواب 1910.

وممن عظم علم الأدباء نعيه سنة 1911 (السيد حسين وصفي رضا) شقيق السيد محمد رشيد رضا صاحب مجلة المنار المولود في أوائل سنة 1882 مات في تمام شبابه وكان درس على علماء وطنه مشاهير الأزهر العلوم الدينية والأدبية وبرع في الكتابة فشارك أخاه في تحرير المنار وفي إصلاح أمور الإسلام.

وفي 25 تموز سنة 1913 فجعت فلسطين بأحد رجالها المعدودين (روحي بك الخالدي) سليل أسرة قديمة في القدس الشريف كان مولده سنة 1864 وتلقى مبادئ العلوم في وطنه ثم في نابلس وطرابلس وفي المدرسة السلطانية في بيروت ثم انكب على الدروس الفلسفية والحقوقية والسياسية في الآستانة وفي باريس حيث اجتمع بعلماء الفرنج فعرفوا قدره. وانتدبه الفرنسيون إلى التعليم في مدرسة اللغات الأجنبية في باريس وكان أحد أعضاء مؤتمر المستشرقين فيها سنة 1897. ثم اختارته الدولة التركية كقنصلها في مدينة بوردو عدة سنين فأطلع على أحوال الفرنسويين وآدابهم. وألف وقتئذ كتابه علم الأدب عند الفرنج والعرب. ولما حد الانقلاب العثماني سنة 1908 انتخبه مواطنوه كمبعوث القدس الشريف وقلد بين رصفائه وظيفة الرئيس الثاني لمجلس النواب وبعد انحلال المجلس عاد إلى القدس ثم كر راجعا إلى الآستانة وفيها توفي بالحمى التيفوئيدية وهو في الخمسين من عمره. وكان روحي الخالدي كاتبا بارعا له عدة مقالات ولمحاضرات ورسائل متفرقة نشرها في صحف مختلفة. ومن آثاره تاريخ الانقلاب العثماني وكتاب العالم الإسلامي. وله أيضا رحلة إلى الأندلس ذكر فيها بقايا آثار العرب لم تطبع.

وفي السنة التالية 1914 فقد المسلمون رجلين من نخبة علمائهم (السيد جمال الدين القاسمي) ثم (محي الدين الخياط) عرف الأول بتآليفه الدينية التي جعلته في مقدمة علماء دمشق المعدودين. وقد امتاز عن كثيرين منهم باستقلاله عن النوافل والفضوليات وخلوه من تضليل المحرفين والمهرفين. ولم يكتف بالوقوف على أسرار الشريعة بل درس أيضا العلوم العصرية وبها ظهر فضل طريقته العلمية. ومما قاله جرجي