صفحة:تاريخ الآداب العربية في الربع الأول من القرن العشرين (1926) - لويس شيخو.pdf/41

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

أما روسيا فكان ناشر لواء علومها الشرقية العلامة (البارون فيكتور فون روزن) المولود سنة 1849 في مدينة رول من أعمال استلند وتوفي في بطرسبورج في 23 ك2 1908 (راجع ترجمته في المشرق 11 (1908) : 171 - 173) درس على العلامة المستشرق فليشر في ليبسيك ثم عهد إليه تعلم اللغة العربية في كلية بطرسبورج فأضحى قطب علومها الشرقية ونال أرفع الامتيازات الشرقية لسمو فضله. والعربية مدينة له بما نشره من آثارها منها منتخبات مدرسية شتى مع ترجمتها إلى الروسية. وطبع قسما من تاريخ يحيى الانطاكي الذي عنينا بنشره ملحقا بتاريخ سعيد بن بطريق. وله وصف مخطوطات مكاتب روسية الشرقية وساعد على طبع تاريخ أبي جعفر الطبري في ليدن. وكان ذا لطف كبير يسعى إلى خدمة من التجأ إليه في الأبحاث الشرقية وعليه تخرج كثيرون من الروسيين فاشتهروا في وطنهم وخدموا الآداب العربية خدما مشكورة.

[القسم الثاني]

[الآداب العربية من 1908 - 1918]

[البحث الأول]

[نظر في الآداب العربية في هذه الحقبة]

هي الحقبة الثانية من الآداب العربية في هذا الربع الأول من القرن العشرين وهي تتناول عشر سنوات أولها إعلان الدولة التركية بالدستور وآخرها ختام الحرب الكونية.

وما يقال عنها إجمالا أنها ابتدأت بالفرح ولم يلبث أن عقبها الحزن والشقاء فتأثرت بها الآداب العربية وجمعت بين المتناقضين. فكان صدى الأفراح والأحزان يسمع متناوبا في صرير الأقلام المعربة عن عواطف القلوب.

أعلن بالدستور العثماني بعد فوز الحزب العسكري في الآستانة في 24 تموز 1908