صفحة:تاريخ الآداب العربية في الربع الأول من القرن العشرين (1926) - لويس شيخو.pdf/35

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

ومغني المتعلم عن المعلم ومعجم في العلوم الفقهية وتقسيم الميراث. ومنها دينية وطقسية كمجموع خطبه ومواعظه وكتاب الخطب البيعية ونبذة تاريخية في الفروض البيعية والنافور اليومي والشحيم الكبير ورتب توزيع الأسرار ومنها تاريخية كسفر الأخبار في سفر الأحبار وخصوصا تاريخ سورية في ثمانية أجزاء مع موجزه في جزأين. ومنها جدالية كروح الردود وتأليفه في المردة. وقد عرب كتبا كثيرة كتحفة الجيل في تفسير الأناجيل وترجمة تاريخ الارطقات للقديس ألفونس ليغوري والرسوم الفلسفية للأب يوسف دموسكي اليسوعي إلى غير ذلك مما يخلد ذكره في قلوب أبنائه ومواطنيه.

وفقدت طائفة الروم الأورثذكس في بيروت في 20 ك2 1901 مطرانها السيد (غفرئيل شاتيلا) ولد في دمشق سنة 1825 وتلقى الدروس في وطنه وترهب في القدس الشريف كاتبا لأسرار البطريرك ايروثاوس ورافقه إلى الآستانة ثم وكل إليه رئاسة الأمطوش الانطاكي في موسكو. وفي السنة 1869 وقع عليه الانتخاب كمطران لكرسي بيروت سنة 1870 فعني بفتح المدارس في أبرشيته في بيروت وقرى لبنان فأصابت ملته في أيامه ببعض الرقي.

ورزنت بطريركية الروم في 26 ك2 بوفاة بطريركها السيد (ملاتيوس الدوماني) . ولد في دمشق سنة 1837 وتخرج في المدارس الوطنية ثم ألبس الاسكيم الرهباني سنة 1857 وصحب إلى الآستانة البطريرك الانطاكي ايروتاوس ولما ترملت سنة 1865 أبرشية اللاذقية إلى رعاية كرسيها فعني بإنشاء مدرسة لأبناء طائفته. وفي السنة 1891 بعد استقالة البطريرك اليوناني أسبيرديون أنتخب بطريركا واستقل به كرسي إنطاكية عن الخضوع لبطريرك الآستانة. ومما يعود فيه إليه الفضل لتعزيز الآداب تجديد مدرسة البلمند وإنشاء مكتبة جمعت نحو 4000 كتاب والعناية بمطبعة الدار البطريركية وعني بتهذيب الشبيبة من طائفته وعقد الجمعيات الخيرية.

وأسف الأقباط على فقدان أحد رهبانهم في أوائل القرن العشرين (الايغومانس فيلوثاوس) اشتهر بنشر تاريخ نوابغ الأقباط الذين كان لهم الفضل في النهضة والإصلاح.

هذا ما عرفناه من أدباء النصارى في السنين السابقة الدستور العثماني. ولا يبعد أن يكون فانتا قسم منهم لا سيما الذين برعوا في أمريكة لقلة ما كان يبلغنا من أخبارهم.