صفحة:تاريخ الآداب العربية في الربع الأول من القرن العشرين (1926) - لويس شيخو.pdf/126

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

أصول مبادئ النصرانية وطقوسها. وله أيضا كتاب في الكنائس الشرقية المنفصلة. وتاريخ الكنيسة في القرن السادس. وتعين المنسنيور دوشان رئيسا للمدرسة الفرنسوية الأثرية في رومية منذ السنة ١٨٩٥. وقد نشر في المجلات العلمية مقالات ممتعة في عدة أبحاث شرقية أثرية. وقد أخذ عليه بعض الغلو في بسط آرائه الخاصة

وفي شهر نيسان أيضا من هذه السنة ١٩٢٢ أسفت كلية الجزائر الفرنساوية على وفاة أحد رؤسائها الذي خص نفسه بإدارة دروسها العربية المرحوم (جورج دلفين) (J. Delphin) . بعد أن رسخت قدمه في معرفة اللغة العربية باشر في تدرسيها في مدرسة وهران ثم انتدبته الحكومة إلى إدارة مدرسة الجزائر وإلى نظارة مدارسها الوطنية ودرس لهجات تلك البلاد ولغاتها العامية وعني بترقية المسلمين الأدبية واكتسب ثقتهم بأنسه ونشر عدة أبحاث عن الإسلام في الجزائر. وله كتب مدرسية عديدة تسهيلا لدرس العربية على مواطنيه. ومن منشوراته تاريخ الباشوات العثمانيين في الجزائر منذ السنة ٩٢١هـ إلى ١١٥٨ (١٥١٥ - ١٧٤٥م) والمقامات العاولية في اللهجة المراكشية. ونشر في مطبعتنا الكاثوليكية سنة ١٨٩١ كتابه جامع اللطائف وكنز الخرائف

وكما الجزائر فجعت أيضا تونس في السنة ١٩٢٢ بوفاة مستشرق آخر فرنسوي المرحوم (لويس ماشويل) (L. Machael) تولى زمنا طويلا إدارة مدرسة تونس وعلم فيها العربية وصنف لها عددا وافيا من الكتب المدرسية كدليل الدارسين ومنتخبات تاريخية وأدبية. وعني بتكرار غراماطيق البارون دي ساسي بعد نفوذه وأتقن أيضا لهجات العامة في تونس ومراكش ونشر فيها روايات فكاهية. وكان استظهر منذ صغره القرآن على أحد أساتذة الجزائر وقد خلف معجما كبيرا عربيا وافرنسيا تنوي الحكومة في نشره لوفرة مواده. وكان المذكور حر الأفكار لا يكترث لدينه لتربيته صغيرا في مدارس لا دينية فطلب أن يدفن دفنا مدنيا

أصيبت الآثار الشرقية في ١٦ شباط ١٩٢٣ بوفاة رجل خدمها نيفا وستين سنة العلامة الأثري (شرل كارمون غانو) (Ch. Clermont - Ganneau) حل أجله في باريس وفيها كان مولده سنة ١٨٤٦. وجه نظره منذ شبابه إلى الدروس الشرقية فدرس العبرانية والعربية وترشح للمناصب القنصلية في أنحاء الشرق فخدم دولته