انتقل إلى المحتوى

صفحة:تاج العروس1.pdf/16

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

17 ( شرح خطبة المصنف)

عن هؤلاء الاعراب القاطنين بالبادية للحكمة التي أودعها الله سبحانه في لسانهم مع مظلة البعد عن اسرارها والطائفها وبدائعها (ومودع) من أودعه الشئ اذا جعله عنده وديعة يحفظه له (اللسان) أى انسان البلغاء (ألسن) أفعل من لسن كفرح ان افه واسن | ككتف وألسن كأحرفه و صفة أى أفصح (اللسن) بضمتين جمع لسان بمعنى اللغة (الهوادى) جمع هادية وهاد وهو المتقدم من كل شيء ومنه يقال للعنق الهادى والمعنى مودع لسان البلاغا، أنصح اللغات المتقدمة في أمر الفصاحة أى الفائقة فيه فإن الشئ اذا فاق في أمر و بالغ النهاية فيه يقال انه تقدم فيه وفى البلغاء و الالفي واللسان وما بعدد من الجناس ما لا يخفى ( ومخصص) أى مؤثر ومفضل(عروق) جمع عرق من كل شئ أصله (القيصوم) نبات طيب الريح خاص لادا العرب (و) مخصص (غضا) مقصور وهو شجر عربي شهور (القصيم) جميع قصمة رحلة تنبت الغضاء في بعض النسخ بالضاد المعجمة وهو تكيف (بما ) أى بالدمر والتخصيص الذي لم ينله ) أى لم يعطه من النوال أولم يصبه بسر وخصوص ولم يظفر به (العبور) ثبت طيب مشهور (والجادی) بالجيم والدال المهملة كذا في النسخة الرسولية والملكية وحكى اعجام الدال لغة والياء مشددة خففت لمراعاة القوافي وهي نسبة الى الجادية قرية بالبلقاء قال الزمخشري في الاساس سمعت من يقول أرض البلقاء أرض الزعفران وأقره المناوى والمعنى ان الله تعالى خصص النباتات البدوية كالغضا و ا القيصوم والشيح مع كونه المبتذلة باسرار ودقائق لم توجد فى النباتات الحضرية المعظمة | المعدة للشم والنظر كالنرجس والياسمين والزعفران وفى ضمن هذا الكلام تخصيص العرب بالفصاحة والبلاغة واقتضى أن في عروق رعى أرضه - م وخصب زمانهم من النفع والخاصية مالم يكن فى فاخر مشمومات غيرهم وهو ظاهر وفى نسخة ميرزا على الشيرازي الحادى بالخاء المعجمة وهو غلط وفسره قاضى الاقضية بكيرات بالمسترخى فأخطأ في تفسيره واغا هو الخاذى بمجمتين ولا يناسب هذ المخا لفته سائر الفقر وكذا تفسيره العبهر بالممتلئ الجسم الناعم لبعده عن مغزى المراد و بين القيصوم والقصيم جناس الاشتقاق ومراعاة النظير بين كل من النباتين ( ومفيض) من أفاض الماء فضاض وأفاض أيضا اذا جرى وكثر حتى ملأ جوانب مجراه (الايادي) جمع أيد جمع يدفه و جمع الجمع واليد أصل في الجارحة وتطلق بمعنى القوة لا نها به او بمعنى النعمة لانه اتنا ولها والمراد هنا النعم والا لاء (بالروائح) جمع رائحة وهى المطرة التي تكون عشية والغوادي) جمع غادية وهى المطرة التي تكون غدوة والباء اماسبية أو ظرفية والمراد بالروائح والغوادي اما الامطار أى مفيض النعم بسليم المن يطلبها أو مفيضها فيها الان الامطار ظروف للنعم أو ان المراديم و العموم الاوقات فالبساء اذا ظرفية وانما خصت تلك الاوقات جريا على الغالب (للمجتدى) أى - طالب الجدوى أى السائل والجدوى والجدا العطية والجادى) المعطى و يأتي بمعنى السائل أيضا فهو من الاضداد قال شيخنا - ولم يذكره المؤلف وقد ذكره الامام أبو على القالى في كتاب المقصور والممدود و بين الجادى والجمادي الجناس التام و بينه وبين المجتدى جناس الاشتقاق وفي بعض النسخ المحتدى بالحاء المهملة وهو غلط ( وناقع) أى مروى ومزيل (غلة) بالضم العطش | (الصوادي) جمع صادية وهى العطشى والمراد بالغلة مطلق الحرارة من باب التجريد وفسرها الاكثرون بالتخيل الطوال لكن المتمام مقام العموم كما لا يخفى قالد شيخنا ( بالاها ضيب) الامطار الغزيرة أوهى مطلق الامطارو (الثوادى) صفتها أى العظيمة الكثيرة الماء أو من باب التجريد و يقال مطرة ثدياء أى عظيمة غزيرة الماء وفسر شارح الخطبة عيسى بن عبد الرحيم الاهانيب بالجبال المنبسطة على وجه الارض والنوادى بما فسره المؤلف في مادة شادى انها جمع نادية اما من ثدى بالكسر اذا ابتل أو من ثداه اذا بله وهما بعيد ان عن معنى المراد وقيل انه من المهموز العين والدال المهملة لام له كأنه جمع ثأداء كرا، وصحارى وفى بعض النسخ بالنون وهو خط أعة لا ونقلا ( ودافع) أى مارف ومزيل (معزة) بفتح الميم والعين المهملة وتشديد الراء أى الاثم عن الجوهرى وهو مستدرك على المؤلف كما يأتى فى محله و وجد فى بعض النسخ هذا الاسم بالسين المهملة بدل النا، وتطلق المعرة بمعنى الاذى وهو الاشبه بالمراد هنا وتأتى بمعنى الغرم والخيانة والعيب والدية ذكرها المؤلف وبمعنى الصعوبة والشدة قاله العكبرى وانشر يشى | (العوادي) جمع عادية من العدوان وهو الظلم والمراد بها هنا السنون المجدية على التشبيه وهذا المعنى هو الذي يناسبه سياق | الكلام وسباقه وأما جعله جمع عاد أو عادية ، عنى جماعة القوم يعدون للقتال أو أول من يحمل من الرجالة وجعله بمعنى ما يغرس من الكرم في أصول الشجر العظام أو بمعنى جماعة عادية أوظ الملة في أباء الطبيع السليم مع ما يرد على الأول من أن فاعلا في صفات المذكر لا يجمع على فواعل كما هو مقرر في محله ( بالكرم) أى بالفضل (المعادى) الدائم والمستمرا البالغ الغاية وفي بعض النسخ المتمادي بزيادة التنا، وهوا الظاهر في الدراية لشيوع تمادى على الامر از ادام واستمردون مادى وان أثبته الاكثرون والاولى هى الموجودة في الرسولية ( ومجرى) من الجرى وهو المو السريع أى مسيل (الاوداء) جمع واد والمرادماؤه مجازا ثم المراد الاحسانات - والتفضلات فهو من المجاز على المجاز ثم ذكر الدين في قوله ( من عين العطاء) ترشيح اللمجاز الأول استقلالا وللثاني تبعا و مثل هذا المجاز قلما يوجد الا في كلام البلغاء والعطاء بالمد والقصر فولك السمع وما يعطى كما سيأتى ان شاء الله تعالى (الكل صادى) أى عطشان والمراد هنا مطلق المحتاج اليها والمشتاق لها قال شيخنا و في الفقرة ترجيع المجمع (باعث) تجوز فيه الاوجه الثلاثة والاستئناف أولى في المقام لعظم هذه النعمة والمعنى مرسل (النبي الهادي) أى المرشد عباد الله تعالى بدعائهم اليه وتعريفهمطريق