صفحة:بشير بين السلطان والعزيز، الجزء الثاني (الجامعة اللبنانية، الطبعة الثانية).pdf/67

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
١٨١
الفصل الثاني عشر: الثورة في سورية والحركة العامية في لبنان

وكان إبراهيم باشا قد أمر عثمان باشا منذ الخامس من حزيران بالزحف على الجبل عن طريق بعلبك زحلة بخمسة ألايات إذا قضت الظروف وأمر سليمان باشا مثل ذلك بما لديه من الجنود في بيروت وصيدا وعكة1.

فجهز سليمان باشا خمسة ألايات من المشاة وألاياً من الفرسان وعزز حامية بيروت لمنع أهاليها من الاتصال بالثوار وأرسل يطلب عثمان باشا وألافه الخمسة من حماة وجلهم من أبناء جبل نابلس وكتب إلى العزيز في الثامن عشر من حزيران أنه لدى وصول عباس باشـا إلى بيروت وعمثان باشا إلى زحلة سيباشر بالزحف على العصاة2.

وفي الرابع والعشرين من حزيران وصل عثمان نور الدين باشا بعساكره إلى بعلبك. وفي صباح اليوم التالي قام قاصداً مركز العصاة في حشبيه فلم ير أحداً منهم. فتابع سيره إلى زحلة وعلم لدى وصوله إلى الفرزل أن الثوار معتصمين في بير هاشم في جبل مواجه للفرزل. فأمر فرسان الباشبوزق بالصعود إليهم ففعلوا ولكنهم عادوا على أعقابهم نظراً لصعوبة الأرض. وقام الثوار من بير هاشم إلى قرية بوارش واعتصموا بها لوعورة أرضها ولقربها من الطريق الرئيسي بين دمشق فالبقاع وبيروت. وبلغ عثمان باشا زحلة وعسكر خارجها في محل يقال له ترحيم. وفي الثلاثين من حزيران نزل الثوار من مراكزهم إلى السهل في منتصف الطريق بين ترحيم وبين زحلة. فهجم عليهم الباشا بألاي من الفرسان ومدافع ثلاثة وجماعة من الباشبوزق فقتل منهم جانباً وشتت الباقين. «وبقت رؤوسهم لوحدها وجثتهم لوحدها»3.

ووصل عباس باشا بمركب ناري إلى بيروت في الثلاثين من حزيران وتكامل عدد العساكر في جميع الجهات فأوفد الشهابي الكبير حفيده الأمير مسعود ليقوم مع العسكر الذي ينهض من صيدا كما أرسل حفيده الأمير مجيد ليواكب عباس باشا في بيروت. وكان قد أرسل حفيده الثالث الأمير محمود إلى زحلة ليبقى قريباً من عثمان باشا وإسماعيل عاصم بك4. وفي السادس من تموز نشب قتال عنيف بالقرب من صيدا إذ قام الثوار من مجدلونا إلى ساحل


  1. إبراهيم باشا إلى سليمان باشا: المحفوظات جد ص ٣٦٣-٣٦٤
  2. سليمان باشا إلى محمد علي باشا: المحفوظات ج٤ ص ۳۸۱ و۳۸۲ اطلب أيضاً كلام الأمير بشير الشهابي في الصفحة ٣٧٢ من المجلد نفسه.
  3. الأمير بشير الشهابي إلى محمد علي باشا – أول نموز سنة ١٨٤٠ – المحفوظات ج٤ ص ۳۹۷-٤٠١. وجاء في أخبار الأعيان من ٥٩٥ أن الثوار انحدروا من المريجات إلى السهل فحدثت واقعة هائلة بينهم وبين عثمان باشا فقتل منهم مئة وتسعة عشر رجلاً وانهزم الباقون إلى المريجات منخذلين.
  4. الأمير بشير الشهابي إلى محمد شريف باشا: المحفوظات ج٢ ص ٤٠٥-٤٠٦