والحكمة الطبيعية وجر الأثقال والأجسام الصلبة والأجسام المائية والهوائية وعلم المناظر» لطبعها وتعميم فائدتها1. واهتم إبراهيم بتعميم القراءة والكتابة بين أفراد جيشه وكتب إلى والده في ذلك في العشرين من كانون الأول سنة ١٨٣٥ يفيد أن الضباط العرب أقدموا على درس الهندسة والمساحة وما شاكل ذلك من العلوم اللازمة لرجال المدفعية وأن اللواء أحمد بك أكد أنهم سيتعلمون هذه العلوم في وقت قصير وأنه سر بهذا الخبر سروره بموقعة حمص، ثم يشير إلى أثر التعليم في معنويات الأنفار فيقول وقد كانت تقع حوادث الفرار من ألايات المشاة والفرسان في أثناء وقوف الأعمال الحربية فأردنا ألا نترك الجنود عاطلين فأنشأنا مدارس في جميع الألايات ووضعنا قانوناً يقضي بعدم ترقية ضباط الصف من رتبة أونباشي إلى رتبة يوزباشي إلا بعد أن يتعلموا القراءة والكتابة، ومن ليس له قابلية للقراءة والكتابة عليه أن يتعلم من الصناعات. وقد قلت حوادث الفرار مـذ باشرنا في تعليم القراءة والكتابة والصناعة2. فوافق العزيز على ترقية البارزين من أولاد العرب في القراءة والكتابة إلى رتبة يوزباشي3. وذهب إبراهيم إلى أبعد من هذا فكتب في مطلع ١٨٣٦ يشير إلى طريقة اتبعها نابوليون لاستعطاف العساكر واستغوائهم ويحبذ تطبيقها فيرجو أن يعين الكل ذكر من أولاد العساكر في بر الشام نصف الراتب الذي يتقاضاه والده شرط أن يتعلم القراءة والكتابة فوافق والده على ذلك ولكنه لفت نظره إلى ما عانته أوروبة من تعميم التعليم بين أبنائها واكتفى بتعليم عدد معين من أبناء هؤلاء4.
وكان الدكتور كلوت بك قـد أسس مدرسة الطب البشري في مصر في السنة ١٨٢٧ وجمع حوله عدداً من الأطباء الأجانب وأسس المستشفيات الثابتة والنقالة فلما دخل بر الشام في حوزة العزيز أنشأ كلوت بك عدداً من هذه المستشفيات في مدنه في عكة وصيدا ودمشق وحلب وغيرها كما ألحق بفرق الجيش عدداً كبيراً من مستشفياته النقالة. وأخذ هو يتجول في البلاد يتفقد شؤونها الصحية ويتعرف إلى أطبائها المحليين فرأى أن يلحق بعض الطلبة من أبنائها بمدرسة الطب. فخص هؤلاء بعشرة مقاعد من مئتين وخمسين. ووافق هذا كله رغبة شديدة في صدر الشهابي الكبير فانتقى كلوت بـك نصف العشرة من اللبنانيين. ونزل هؤلاء إلى مصر في السنة ١٨٣٧ وكان أولهم وأسبقهم غالب البعقليني. وجاء بعـده إبراهيم