صفحة:بسائط علم الفلك وصور السماء (1923) - يعقوب صروف.pdf/7

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.

بسائط علم الفلك

بسائط علم الفلك

تمهید

علم الفلك أو علم الهيئة من اسمى العلوم واعلقها بالنفس . واذا اريد التدقيق فيه فهو من اعوص العلوم لانه مبني على ادق القوانين الرياضية والطبيعية ولكن مبادئه العامة لا يصعب تجريدها من هذه القوانين و بسطها على اسلوب يقربها من الأذهان حتى يفهمها كل احد بنوع عام فيرى فيها من الفكاهة ما لايراه في افكه القصص الموضوعة . ولا افكه من النظر في كتاب الطبيعة والاطلاع على مافيه من المدهشات . وهذا ما اردنا بيانه في الفصول التالية فان مرادنا ان نشرح حقائق علم الفلك على اسلوب يفهمة العامة لخلوه من التدقيق الرياضي ويرضى به الخاصّة لاشتماله على كل ماعرف من الحقائق الفلكية حتى الآن

الفصل الاول

مظاهر الفلك

نظر القدماء الى الشمس والقمر والنجوم كما ينظر اليها عامة الناس الآن فرأوا الشمس جسماً منيراً كراحتي اليد سعة تطلع صباحاً من الشرق وتغيب مساء في الغرب . وبين شروقها اليوم وشروقها في الغد يوم كامل نهار وليل فتقسم الزمان الى ايام متساوية . ويختلف المكان الذي تشرق منه والمكان الذي تغيب فيه من يوم الى آخر اختلافاً قليلاً أو كثيراً فيطول النهار او الليل بحسب ذلك . واذا راقبنا المكان الذي تشرق منه والمكان الذي تغيب فيه في فصل الربيع حينما يكون النهار والليل متساويين وجدنا انها تشرق من الشرق تماماً وتغيب في الغرب تماماً ثم تنحرف شمالا في شروقها وغروبها . وبعد شهر من الزمان تجد انها انحرفت كثيراً فصارت تشرق من مكان يبعد شمالاً عن المكان الذي كانت تشرق منه وتغرب في مكان يبعد شمالاً ايضاً عن المكان الذي كانت تغرب فيه . وان النهار طال والليل قصر.

واذا دمنا على مراقبتها حتى يصير النهار على اطوله والليل على اقصره وحدنا انها تكتفى ما تقدمتة شمالاً" في شروقها وغروبها ثم تجعل ترتدّ جنوباً يوماً بعد يوم في