صفحة:بسائط علم الفلك وصور السماء (1923) - يعقوب صروف.pdf/104

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

توابع النظام الشمسي م الفصل الثاني عشر توابع النظام الشمسي ذوات الأذناب كل ما في السماء غريب عجیب مدهش لكن تكرار ظهوره يوماً بعد يوم يزيل غرابته والا فاي شيء من كل حوادث الكون اغرب واعجب من ان تظهر كل صباح كرة نارية في الأفق الشرقي يخطف نورها الابصار فتمحو آية الليل وتسير الهوينا ساعة بعد ساعة لا جاذب لها ولا دافع الى ان تختفي مساء في الافق الغربي فيرخي الليل سدوله . ثم تطلع في الصباح التالي والذي بعده يوماً بعد وسنة بعد اخرى لا تني ولا تتعب . وقس على ذلك طلوع القمر وتغير وجوهه وطلوع النجوم وغروبها . كل هذا من غرائب الطبيعة ويبقى غريباً ولو عرفت اسبابه وكيفياته لكن تكرار حدوثه يوماً بعدم يوم يجعل الناس برونه غير مبهوتين ولا مكترثين وغاية ما يلتفتون اليه كون النهار ابتدأ بطلوع الشمس وانتهى بغروبها وكونها كانت ظاهرة شديدة الحر او تغطيها السحب وتحجب جانباً من نورها وحرارتها وكون الهلال هل فابتدأ الشهر القمري ثم تكامل فصار بدراً الى غير ذلك من الامور العادية الفلك لكن اذا حدث حادث نادر الوقوع او ظهر شيلا غير عادي فهناك الخوف والقلق كما اذا كسفت الشمس او خسف القمر . ولعل الكتان كانوا يهولون بالكسوف والخسوف تعزيزاً لنسبتهم إلى الالهة لكن الكلدان منهم حسبوا لها شأناً دينيا فانتبهوا لاوقاتهما بالضبط حتى عرفوا مواقيتها فكان ذلك بده علم وظهور ذوات الاذناب اغرب من حدوث الكسوف والخسوف ولكن الناس لم يوجسوا منه شرا في اول امرهم على ما يظهر لان تواريخهم خالية مما يدل على ذلك . واول من ذكر ذوات الاذناب من فلاسفة اليونان ديموقريطس الذي نشأ في القرن الخامس قبل المسيح وقال انها تنتج من اقتران سيارين معاً . فانكر ارسطو عليه ذلك وقال انها ليست من السيارات في شيء ولا هي حادثة من اقتران سیار پنجم آخر وارتأى انها المتصعدات الارضية . ثم ذكرها سنيكا من الحكيم الروماني الذي نشأ في النصف الأول من القرن الأول المسيحي وتكلم