- 11 - أن أحمـد كان يراعى أمر المحبوس حتى يمضى له حول ، فإذا جازه لم يذكره . وكان يقول لى سرا : إذا تبينت من رجل براءة عردرمن ساحة فسهل عليه واستأمرنى ، فإنى أستعمل التشدد للضرورة إليه. قال موسى بن مصلح : وكان في الحبس رجل قد زاد على سنتين ، منقطعا إلى الله برغبته ، لا يسألنا شيئا من أمره ، وهو يكب على الصلاة والتسبيح والتضرع إلى الله فقلت له يوما : الناس يضطربون في أمورهم ، ويسألونني إطلاق الرقعة إلى ذوى عناياتهم(1) ، وأنت خارج عن جملتهم (٢) الفخرانی (۳) خيرا . ورق قلبي عليه ، وكبر في نفسي محله ، فخلوت به وقلت له : لو استجزتُ إطلاقك بغير إذن لفعلتُ ، ولكن استعن بي في أمرك . فقال : والله ما أعرف في هذا البلد غير أبي طالب الخليج ( وكان عنا ياتهم : يريد العناية بهم. وفي سيرة أحمد بن طولون للبلوي. ويسألون الخلاص ممـا يقاسونه بكتب رقعة بشفاعة من يعتنى بأمرهم . (۲) خارج عن جملتهم : لا تشبههم ولا تفعل فعلهم . لم نجـد هـذا الفعل في المعجمات ، وإنما قسناه على فتاه : قال له : جعلت فداك
صفحة:المكافأة (1941).pdf/32
المظهر