صفحة:المرأة في القرآن الكريم - عباس العقاد.djvu/60

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

من معدن نفيس أو خسيس ، وإذا هانت عليهم سرحوها ليبتذلوها في خدمة كخـدمة الدابة المسخرة ، حريتهـا الموهـومة ضرورة من ضرورات التسخير والاستعباد ! ..

جاء الاسـلام والحجاب في كل مكان وجـد فيـه تقليـد سخيف وبقيـة من بقايا العادات الموروثة ، لا يدرى أهو اثرة فردية أم وقاية اجتماعية ، بل لا يدرى أهو مانع للتبرج ، وحاجب للفتنـة أم هو ضرب من ضروب الفتنـة والغواية . فصنع الاسلام بالحجاب ما صنعه بكل تقليـد زال معناه ، وتخلفت بقاياه بغير معنى • فأصلح منـه ما يفيـد ويعقل ، ولم يجعله كمـا كان عنوانا لاتهام المرأة ، أو عنوانا لاستحواذ الرجل على ودائعه المخفيـة . بل جعـله ادبا خلقيـا يستحب من الرجـل ومن المرأة ، ولا يفرق فيه بين الواجب على كل منهما ، إلا لمـا بين الجنسين من وفاق في الزينـة واللباس والتصرف بتكاليف المعيشـة وشواغلهـا

فالمؤمنون مطالبون بأن :

《 يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم》 النور ۳۰ والمؤمنـات مطالبـات بذلك : 《وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ، ولا ينبـدين زينتهن إلا ما ظهـر منهـا ، وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن أو أبنائهن - أو أبناء بعولتهن أو إخوانهن أو بنى إخوانهن أو بني أخواتهن أو نسائهن أو ما ملكت أيمانهن أو التابعين غير أولى الإربة من الرجال أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن ..》 النور ۳1

وقد نهى الرجال عن الزينة المخلة بالرجولة ، ونهى النساء عن مثلها : 《وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى》 (الأحزاب آية 33)

والمفهوم من هذا النهي لم يختلف عليه أحد من المخاطبين به ولا من المفسرين لآيات الكتاب • يقـول الـكشاف وهو من التفاسير المتقدمة : « فإن قلت : لم سـومح مطلقـا في الزينـة الظاهرة ؟ قلت : لأن سترها فيـه حـرج فإن المرأة لا تجـد بـدا من مزاولة الأشياء بيـدها ومن الحاجة إلى كشف وجهها •