انتقل إلى المحتوى

صفحة:المرأة الجديدة قاسم أمين.djvu/93

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

(١٤٢ )

حياتي التي مررت بها على التل الكبير والقصاصين والمحسمة ونفيشة هذه المواقع التي اتخذت خطوطاً للدفاع ضد الجيش الانكليزي في سنة ١٨٨٢ والشأن ان المرور على مثل هذه البقاع للمرة الاولى يحرك لوعة الاسف وذكرى ضياع مجد البلاد و استقلالها ومع ذلك لم اجد ألما أو اضطرابا »

هذا ما كتبه أحد رجال المصريين المشهورين بالذكاء ومحبة الوطن . واذا اردنا أن نصدق في القول مثله يجب علينا ان نعرف اننا اذا مررنا نحن أيضا على هذه البقاع وشاهدناها فلا تتحرك نفوسنا اكثر ما تحركت نفسه ولا تشعر باكثر ما شعر

ومن البديهي أن هذا الجمود كما سماه صاحب هذه المقالة ليس منشأه ان ابراهيم بك الهلباوى رجل جاهل او لا يعرف ان محبة الوطن واجبة . وليس سبب هذا الجمود ما توهمه حضرته من ان قلوبنا صلبت لكثرة ما لحقنا من المصائب لان توالى المصائب لا يذهب