تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
فاذا توفر له ذلك كله له لم يتيسر له ان يحكم فى المسئلة حكما قاطعا . لانه يعلم ان رأيه قائم على مقدمات ظنية فلا تكون نتائجها الا تقريبية . لذلك تراه دائماً على طريق البحث لا يركن الى ماوصل اليه جهده الا ليضعه قاعدة لعمل مؤقت . ولا يأنف من تعديل رأيه بحسب ما يقتضيه الحال ويظهره العمل
والامر بالعكس عند صاحب النظرية الخيالية . فهو يعتقد ان قضيته تشبه قضية حسابية فهي لا تخطئ أبدا . مع انها مؤلفة من معان عامه مبهمة لا يستقر الذهن فيها على شيء محدود - مثل ضعف المرأة وقوة الرجل وتقسيم المعيشة الى داخلية وخارجية وهكذا - هذه المعاني تملأ عقله . ولكونها مجردة عن الوقائع والمشاهدات فهي في الحقيقة الفاظ يكون عنها قاعدة عامة صالحة لكل زمان ومكان
فهو لا ينظر الى الاشخاص الحقيقيين . ولا يرى نفسه محتاجاً الى ان ينظر اليهم ولا ان يبحث في احوالهم