تم التّحقّق من هذه الصفحة.
ويورَّث بمقتضاه. فلما قُتِل أبو عليّ عاد الأمر إلى ما كان عليه من مذهب الإسماعيلية1.
ويظهر لنا أن غضّ الفاطميين من المذهب الحنفي لم يكن إلا لأنه مذهب الدولة العباسيّة المناوئة لهم في المشرق.
ثم لما قامت الدّولة الأيوبية بمصر، وكان من سلاطينها شافعية، قضَوا على التشيع فيها، وأنشأوا المدارس للفقهاء الشافعية والمالكية.
وكان «نور الدين الشهيد» حنفياً فنشر مذهبه ببلاد الشام، ومنها كثرت الحنفية بمصر، وقدم إليها أيضا عدة فقهاء منهم من بلاد المشرق. فبنى لهم «صلاح الدين الأيوبي» المدرسة السُّيُوفيَّة بالقاهرة، وما زال مذهبهم ينتشر ويقوى، وفقهاؤهم يكثرون بمصر، إلّا في آخر هذه الدولة2.
وأوّل من رتب دروساً أربعة للمذاهب الأربعة في مدرسة واحدة هو «الصالح نجم الدين أيوب» في مدرسة الصَّالِحِيَّة بالقاهرة سنة ٦٤١هـ3.
٥٩