انتقل إلى المحتوى

صفحة:المدينة المسحورة (1946) - سيد قطب.pdf/48

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.

٤٦

على الغابة دون قصد. فيتبعه حور مشيراً إلى سائقي القافلة أن ينتطروهما عند العدوة الأخرى، والملك في شبه ذهول عما يجرى خلفه من أمور

وسار التاجران تحملهما بغلتان فارهتان يجوسان خلال الغابة، ويطوفان بمنعرجاتها، و يتدسسان في منحنياتها… وفجأة ينتبه الملك من ذهوله، فيلتفت إلى تابعه ليقول : — ما هذا الذي نصنع يا حور ؟ لماذا نجوس خلال الغابة كالمشردين ؟ ألم ترحل ساسو عن الغابة ؟ فلماذا نضيع الوقت في هذا التجوال السخيف ؟ !

وصمت حور برهة لا يدرى كيف يجيب. ثم تمتم : — لقد رأيتك يا مولاى تسير، فأشفقت أن أتركك وحدك، فسرت خلفك، لأحرسك وأفديك !

قال الملك :

— رعاك الإله يا حور. ما أشد إخلاصك وما أحسن أدبك. عد بنا إلى الخارج. وأين القافلة ؟

قال :

هي تدور بالغابة لتنتظرنا هناك على عدوة الطريق :