بقائها هناك بعد أن كمل شفاؤها، واستردت عافيتها. وحينما وجدمن « حور » ومن طبيب الأميرة موافقة على آرائه، أصدر أمره الذي لا يرد بعودة الأميرة إلى جناحها في قصر أبيها، وبانتهاء عهد الغابة و جولاتها. وأدرك شهرزاد الصباح، فسكنت من الكلام المباح.
فلما كانت الليلة الثامنة قالت :
كان الصباح التالي — يا مولاي — مفرق الطريق بين عهدين للأميرة وللملك وللمملكة جميعا… لقد صبح المدينة عدو مغير من الشمال، فاجأ الحاميات المبعثرة فقضى عليها، وتدفق على المدينة تدفقاً، فخرج الفرسان للقتال والدفاع. وعندئذ لم يبق مجال لتوسلات الأميرة ورجائها، فلقد ذعرت حينما علمت بقرار أبيها، ولكنها لم تيأس من رجعته عنه لما تعلمه من إعزازه لها وتدليله إياها. ولكن هذا الحادث الذي صبح المدينة قطع الطريق على كل قول، وزحم المجال على كل رجاء، فلم يعد هناك موضع إلا للحرب التي تهدد الجميع، ولم تعد الغابة مجال رياضة ومراد نزهة إنما هي مكان للقتل والقتال، ولقعقعة السيوف وتكسر النصال. أما الفتى الراعي فلم تعد تعلم عنه شيئاً، وما عاد هو يعلم أين