- A - كلمة عن الشام قبل أن نذكر غزو المسلمين للشام يجدر بنا أن نكتب كلمة عنها وعن بلادها وشهرتها وحاصلاتها وأقسامها وتاريخها حتى يكون القارى، على علم بالبلاد التي سيقرأ فتوحها : قال ياقوت : حد الشام من الفرات إلى العريش المتاخم للديار المصرية . وأما عرضها فمن جبلى طىء من نحو القبلة إلى بحر الروم ولها من أمهات المدن منبج (۱) وحلب وحماة وحمص ودمشق والبيت المقدس والمعرة وفى الساحل أنطاكية وطرابلس وعكا وصور وعسقلان وغير ذلك . وهى خمسة أجناد . جند قنسرين وجند دمشق وجند الأردن وجند فلسطين وجند حمص. ويعد في الشام أيضاً الثغور وهى المصيصة وطرسوس وإذنة وانطاكية وجميع العواصم من مرعش والحدث وبفراس والبلقاء وغير ذلك وقال ابن الأثير أرض الشام إقليم عظيم الخيرات واسع البركات ذو بساتين وجنات ومتنزهات وفواكه مختلفات والفاكهة رخيصة (۱) منبج هي مدينة كبيرة واسعة كثيرة الخيرات واسعة الأرزاق في فضاء من الأرض كان عليها سور مبنى بالحجارة محكم بينها وبين الفرات ثلاثة فراسخ وبينهار بين حلب عشرة فراسخ ومنها البحتري وله بها أملاك وفي كتاب الفتوح أن أبا عبيدة بعد فتح حلب وأنطاكية قدم عياضا إلى منبج ثم لحقه وقد صالح أهلها مثل صلح أنطاكية فأنفذ ذلك
صفحة:الفاروق.pdf/94
المظهر