-17- ساحة القتال تبعد عن بابل كثيراً. فبعث بهمن الى أبي عبيد: إما أن تعبروا الينا وندعكم والعبور وإما أن تدعونا نعبر اليكم. فقال الناس لا تعبر يا أبا عبيد . تنهاك عن العبور فقال « لا يكونوا أجراً على الموت مناء فعبروا اليهم على «جسر» وضاقت الأرض بأهلها و اقتتلوا فلما رأت خيول العرب الفيلة رأت شيئاً منكراً لم تكن رأت مثله فلم تقدم عليها وإذا حملت الفرس على المسلمين بالفيلة والجلاجل فرقت خيولهم وأوقعت الارتباك في صفوفهم ورموهم بالنشاب واشتد الأمر بالمسلمين فترجل أبو عبيد والناس ثم مشوا اليهم وصافحوهم بالسيف فنادى أبو عبيد احتو شوا الفيلة وقطعوا بطانها (حزامها) وأقلبوا عنها أهلها ، ووثب هو على الفيل الأبيض فقطع بطانه ووقع الذين عليه وفعل القوم مثل ذلك بشجاعة فما تركوا فيلا إلا حطوا رحله وقتلوا أصحابه وأهوى الفيل لأبي عبيد فضربه بالسيف وخبطه الفيل بيده فوقع فوطئه الفيل وقام عليه . فلما بصر به الناس تحت الفيل خشعت أنفس بعضهم وقتل سبعة من ثقيف حمل كل واحد منهم اللواء بعد الآخر ثم أخذ اللواء المثنى فهرب منه الناس فلما رأى عبدالله بن مرتد الثقفى مالقى أبو عبيد وخلفاؤه وما يصنع الناس بادرهم الى الجسر وقطعه وقال : أيها الناس موتوا على مامات عليه امراؤكم أو تظفروا، وحاز المشركون المسلمين إلى الجسر فتوائب بعضهم إلى الفرات ففرق من لم يصر ووصل بعضهم إلى الشاطى الآخر وحمى المثنى وفرسان من
صفحة:الفاروق.pdf/86
المظهر