صفحة:العقد الفريد ج.1-2 (1953).pdf/382

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
٤٨
الجزء الثاني

فقال له هشام وأيقن أنه الكميت : ويحك ! من سن لك العواية وأهاب بك في العمارة ؟

قال : « الذي أخرج أبي آدم من الجنة فترى ولم يجد له عزها . وأمير المؤمنين كریح رحمة أثارت سحابة متفرقا ، قلفقت بعضه إلى بعض حتى التحكم فاستحکم ، وقدر رعده ، و تلألأ برقه : فنزل الأرض فروپت وأخت وأخضرت وأسقيت ، فروى ظمآنها ، وامتلأ عطشا تها . فكذلك تعدك أنت يا أمير المؤمنين . أضاءة الله بك الظلة الداجية بعد العُموس1 فيها، وتحقن بك دماء قوم أشعر خوفك قلوبهم، فهم يبكون لا يعلمون من حزمك و بصيرتك ، وقد علموا أنك الحرب وابن الحرب ، إذا احمرت الحدق ، وعضت المنافر" بالهام . عر بأسمك، واسترایط جاك ، مسعار هتاف، وكاف بصير بالأعداء ، ترى الخيل بالكراء، مستغن برأيه عن رأی ذوي الألباب ، برأي أريب ، وحلم مصاب . فأطال الله الأمير المؤمنين البقاء ، وتمم عليه النعاء . ودفع به الأعداء.

فرضي عنه هشام وأمر له بجائزة .

العتبي قال : أتي بابن هبيرة إلى خالد بن عبد الله القرى وهو والى العراق ، أتي به مذلولا مقيدا في مدرعة . فلما صار بين يدي خالد ألقته الرجال إلى الأرض ، فقال : أيها الأمير ، إن القوم الذين أنعموا عليك بهذه النعمة قد أنعموا بها على من قبلك ، فأنشدك الله أن تستن في بستة يسان ها فيك من بعدك ، فأمر به إلى الحدس . فأمر ابن هبيرة - برة غليانه خفروا له تحت الأرض سردابا حتى خرج الحفر تحت سريره ، ثم خرج منه ليلا وقد أعدت له أفرأس بداولها ، حتى أني مسلمة بن عبد الملك ، فاستجار به فأجاره ، واستوهبه مسلمه من هشام بن عبد الملاك ، فوهبة إياه ول قدم بن عبد الله القرى على هشام ، وجد عنده ابن هبيرة ، فقال له : إباق العبد أبقت ، قال له : حين نمت نومة الأمة . فقال غلام ان . ۳۰

(1)

  1. العموس : اشتداد الظلام.