صفحة:السفور و الحجاب- نظيرة زين الدين-1928.pdf/42

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

۲۰

* نداء إلى السلطات *


اما انا فلكوني سلطة عالمية ارى ان لكل ان يستحسن في دينه أو يؤول كما يرى ويعتقد. وانه لا يد لي مطلقاً في هذه الامور ، فلا إكراهكم على اتباع ما يتبعون ولا اكرههم على اتباع ما تتبعون .

اسأليهم اخيراً عن الحكمة في عدم اهتمامهم باسم الدين لتلك الامور كلها. وفي حصر اهتمامهم تحجيب المرأة وليس تحجيبها من شروط الاسلام، ولا من اركانه ، ولا سفورها من محرماته. انهم لعاجزون عن تبيان حكمة. اما انا في دفاعي عن المرأة سأبين ما يقصدون .

قد يقولون لك ايتها السلطة المحترمة انك ترضين عواطفنا باتخاذك في ستر وجوه المسلمات سلطاناً من سلطتك، فنعد ذلك عطفأ منك الينا وفضلاً جميلا ، نقدم لك عليه شكراً دائماً جزيلاً .

فقولي لهم حينئذ : لا تشكر السلطات على سلب الحريات . انتم احرار في ستر وجوه نسائكم ليس لاحد ان يعارضكم في حريتكم . واذا تجاوز على حدها احد فاني ارجعه إلى حده . ولكن ليس لي وليس من من الحق ان ارضي عواطفكم بكسر عواطف غيركم وسلب حقوقهم . ان للسلطات كما لكل من الناس ان تبذل من حقها لمن تريد ان ترضي عواطفه ، ولكن ليس لها ان تبذل من حق الافراد لارضاء العواطف . انما على السلطات ان تمهد السبيل الى النور لا الى الظلام ، وتفتح الطرق إلى العدل والحرية ، لا إلى الظلم والاستبداد بالناس [وما ربك بظلاّم للعبيد]