القسطنطينية مركزاً هاماً جداً للسياسة الدولية في القرن الثاني عشر . وأثارت مطامعه هذه مخاوف شديدة في بلاط فريديريكوس بارباروسة وابنه هنريكوس السادس كما ايقظت روح العداء بين الروم والصليبيين . ولم يرض الروم عن عطفه على الغربيين وادخالهم في ملاك الادارة وتقليدهم المناصب الهامة فقاموا عند وفاته بثورة واسعة النطاق ادت الى تواري زوجته مريم اللاتينية وابنه والى ذبح الايطاليين في العاصمة - مشكلة أنطاكية : وانتهز ريمون دي بوانيه أمير انطاكية فرصة وفاة يوحنا الثاني فاحتل بعض الأماكن داخل حدود الروم في سورية الشمالية وأغار على قيلبقية . فاضطر الفسيلفس عمانوئيل ان ينفذ حملة عسكرية الى انطاكية نفسها ، واضطر ريمون بدوره ان يقوم بنفسه الى القسطنطينية ليطلب العفو عما صدر عنه كما اضطر ان يزور قبر يوحنا الثاني ويركع امامه تكفيراً وتعظيماً ( ١١٤٥ ) . سلطنة قونية : وضعفت امارة ملك غازي في شرقي آسية الصغرى وطمع سلطان قونية مسعود فيها فالتجأ اميرها الى الفسيلفس طالباً المعونة . فقام عمانوئيل في السنة 1146 الى قونيـة غرباً مدمراً. فأكره سلطانها على شروط معينة مرضية ، وعاد الى القسطنطينية بتدبر أمر الحملة الصليبية الثانية التي كانت قد بدأت تتحرك متجهة نحو الشرق. الحملة الصليبية الثانية : ( ١١٤٩٠٠١١٤٧ ) وهال الغرب سقوط الرها في يد عماد الدين زنكي في السنة ١١٤٤ وهب" القديس برناردوس يطوف اوروبة الغربية مستنهضاً مستثيراً الهمم ، قلبي النداء ملوك اوروبة هذه المرة لا أمراؤها كما في الحملة الاولى . وتزعم القيادة كونراد الثالث Cannemas, d, Hist., 11, 3; Gronssrt, R., Croisudes, II, 172-173. Cinemas, J., op. cit., II, 4-10; alger, F., Pegesten, 1343-1396, 1352. 14V
صفحة:الروم في سياستهم وحضارتهم ودينهم وثقافتهم وصلاتهم بالعرب (1951) ج.2.pdf/148
المظهر