صفحة:الروم في سياستهم وحضارتهم ودينهم وثقافتهم وصلاتهم بالعرب (1951) ج.2.pdf/128

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

وفي صيف هذه السنة نفسها قذف البحر الى شاطيء إبيروس انها ملك فرنسة هوغ دي فارمند وی Hugues de Fermandois ، فوقع في أيدي الروم ونقل الى القسطنطينية . فاحاطه اليكسيوس بشيء كثير من الاكرام والاحترام ، ورأي فيه خير وسيط بينه وبين زعماء الصليبيين القادمين . وزاد في اكرامه فتعلق الامير الافرنسي بالفسيلنس وبايعه على الطاعة والولاء . ثم جاء في كانون الأول من هذه السنة نفسها غودفروى دي بويون Codefroy de Bouillon مجموعه . وكان اليكسيوس قد سمع بشجاعته وثرائه وكرمه فأكرمه . ولكن غودفروى رفض مبايعة الفسيلفس . فتوترت العلاقات بين الاثنين . وقلت المؤونة لدي اتباع غودفروی خارج اسوار العاصمة ، فلجأوا الى العنف وارادوا اقتحام احد مداخل القسطنطينية . فصدهم الروم بالقوة وتغلبوا عليهم ، فأخلدوا الى السكينة ، ودعا الفسيلفس الزعيم الصليبي الى مأدية اقيمت في القصر المقدس على شرفه ، فبايع غودفروى الفسيلفس على الطاعة والولاء ، ومضى في نيسان سنة 1097 مجموعه الى آسية وفي ربيع السنة 1097 أطل بوهيموند النورمندي الايطالي ، فأعلن فور وصوله استعداده لمبايعة الفسيلفس على الطاعة والولاء ورغبته الأكيدة في التعاون مع الروم الى اقصى الحدود . وكان بوهيموند قد حارب البكسيوس في ألبانية وفي اليونان ، كما سبق ان أشرنا ، فاعتور علاقاته مع الروم في بادىء الامر شيء من الحذر والبرودة . ولكن شخصيته الجذابة ومواهبه الكبيرة ونجاحه في التظاهر بالصدق والاخلاص عاونت على ازالة هذا الحذر وذلك الفتور . فقد قالت ابنة الفسيلفس صاحبة الاليكسيادة ان برهیموند فاق جميع رجال عصره في جميع انحاء الامبراطورية جسماً وروحاً ومقدرة . وأعجبت على الرغم من كرهها للعنصر اللاتيني بلينـه . ۱۲۷