الشعب والحكومة تكلموا البهلوية وكتبوا بها وبالآرامية. وامتدت سلطة ملوك الفرت من الفرات حتى الهند ومن بحر قزوين حتى المحيط الهندي. واشهر ملوك الفرت أَرساس الاول (٢٥٥–٢٤٧ ق.م) وأرساس الثاني والثالث (٢٤٧–١٩٦ ق.م) ومثراداتوس الاول (١٧٤–١٣٦ ق.م) وخسرو او ارساس الخامس والعشرون (١٠٧–١٢١ ب.م) وآخرهم ارتبان الخامس او ارساس الثلاثون (٢١٥–٢٢٦ ب.م).
قيام الدولة الساسانية: وكان نظام الحكم في الدولة الفرتية اقطاعياً في اسسه يرتكز على زعامة بعض الاسر وعلى عبودية الشعب. وكان بين هذه الاسر بنو دارياف او أَرتخشطر الذين حكموا مقاطعة فارس من اصطخر1. وكانوا محافظين مستمسكين بتقاليد فارس القديمة مؤثرين لغتها واللغة الآرامية على اليونانية كما يستدل على ذلك من نقودهم. وفي السنة ٢١٢ بعد الميلاد قام بابهاغ احد اشراف هذه المقاطعة بثورة محلية اوصلته الى الحكم فيها. وقام ابنه أردشير في السنة ٢٢٤ بعد الميلاد بثورة كبرى وواقع ارتبان الخامس آخر ملوك الفرت في الثامن والعشرين من نيسان من تلك السنة نفسها في هورميزداغان فتغلب عليه ودخل طيسفون عاصمة ملكه منتصراً. ولم يمض وقت طويل حتى دانت له مقاطعات الفرت جميعها: ميدية وسيستانة وخراسان ومرجيانة وأَرية. واعترف بسيادته الكوشان في افغانستان والبونجاب. فأَسس بذلك الدولة الساسانية نسبة الى ساسان احد الاجداد واتخذ لنفسه لقب شاهنشاه وتعريبه ملك الملوك. وكان يدعى بالآرامية ملكان ملكه. ولا تزال النقوش القائمة بالقرب من اصطخر كنقش رجب ونقش رستم تظهر لنا أردشير المؤسس يتسلم سلطته من اكبر الآلهة اهورا مزدة. ولا نزال نقرأ على نقوده الباقية هذه
- ↑ Persepolis.