هذا وعني العرب بمثل ما عني به الروم. فأسس هارون الرشيد (۷۸۶ ۸۰۹) اقليم عواصم بالاضافة الى اقليم التغير . فشل اقليم العواصم حلب ومنبج وانطاكية الى الساحل ، وجعل عليه ابنه المعتصم . واقليم العواصم كان سلسلة من الحصون الداخلية تعصم الحدود وتعينها على صد غارات الروم. وكان اقليم الثغور في عهده ينقسم قسمين : النفور الجزرية لحماية العراق ، ومن حصونها وبطرة ومنصور والحدث ، والثغور الشامية و من حصونها المحيصة وادنة وطرسوس . وليس في المراجع العربية او غيرها ما يدل على ان الخلفاء العباسيين قد هدفوا الى ما هدف اليه أسلافهم الأمويون من حيث القضاء على دولة الروم والسيطرة على حوض البحر المتوسط. فالصوائف والشواني في عهدهم لم تكن سوى غارات للاستيلاء على معاقل جبال طوروس او للنهب واللب الشائعين في ذلك العصر. ففزو الربيع كان يبدأ من منتصف ايار بعد ان تكون الخيول العربية قد سمنت ، ويستمر شهراً من الزمن تجد فيه هذه الخيول غذاء وفيراً في مراعي الروم. ثم تخلد إلى السكينة شهراً، وتستأنف بعده غارات تستغرق ستين يوماً . اما غزو الشتاء فكان يقع عادة في النصف الأول من آذار . وفي السنة ٧٨٣ ثار الصقالبة على ايرينة فاضطرت ان تحب بعض قواتها من آسية الصغرى لاخماد هذه الثورة في مقدونية وبلاد اليونان . فانتهز العرب الفرصة وتوغلوا في آسية الصغرى فكسروا الروم في درنون البلاذري، ص ۱۷۶ . والعدوي ، ص ۷۱ - ۷۲ ، Le Strenge, G., East, Caliphate, 128. قدامة ابن جعفر ، الخراج ، ۲۰۹ . راجع أيضاً الملحق الثاني من كتاب الدكتور ابراهيم احمد العدوي ، ص ۱۸۱ – ۱۸۰ . ٢٩٦
صفحة:الروم في سياستهم وحضارتهم ودينهم وثقافتهم وصلاتهم بالعرب (1951) ج.1.pdf/297
المظهر