انتقل إلى المحتوى

صفحة:الروم في سياستهم وحضارتهم ودينهم وثقافتهم وصلاتهم بالعرب (1951) ج.1.pdf/295

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

نصاري الحدود الى تراقية . وفي السنة ٧٤٦ جهز اسطولاً كبيراً في مياه آسية الصغرى الجنوبية وسخر به الى قبرص، فقضى على أسطول عربي كان في مياهها واحتل الجزيرة . وفي السنة ٧٥١ جرد حملة على حدود العرب في ارمينية فاستولى على ارضروم وملاطية . ثم اتجه نحو الفرات فاحتل حصن قلوذية وبلغ شمشات. وكانت جبال طوروس بسلسلتيها هي الحد الفاصل بين الدولتين . وكان خط الدفاع البيزنطي ينقسم قسمين رئيسين ، احدهما يمتد من ملاطية الى عين زربة ، وهو مخصص لصد الغارات من شمالي العراق ، والآخر يمتد مقابلا الشام أحد الحملات المنبعثة منها . وعني الروم عناية فائقة بهذين الخطين الطبيعيين ولاسيما الممرين عبرهما : الممر الذي ينتهي عند ابواب قيليقية بين ادنة وسائر الاناضول الشمالي ، وممر كوردخاي بين مرعش والبستان". وكان على قمة شديدة الارتفاع عند اقصى الممر الأول في جهة الشمال حصن حصين يتحكم بسهول قبدوقية الجنوبية ويسمى قلعة اللؤلؤة ، وقد أصبح في هذا العهد الذي نحن بصدده مضرب الامثال في المناعة . وكان هذا الممر يضيق جداً في جنوبيه فيصبح عرضه عند ابواب قيليقية بضعة أمتار. وكانت تحيط به صخور شاهقة في ارتفاع عمودي ، وتشرف عليه قلعة الصقالبة ، بحيث تستطيع حاميتها وقف جيش كبير المدد . أما سمر كوردخاي فكانت اهم قلاعه قلعة زيطرة ، وقلعة ملاطية لوقوعها عند ملتقى الطرق الرئيسة المؤدية من سبسطية وسيواس وقيصرية الى ارمينية وشمالي العراق . واطلق العرب على الممر الاول اسم درب السلامة ، وعلى Lombard, A., op. cit., 33-36; Laurent, J., l'Arménie entre Byzance et Pistan, 184, 2008. Arabissos. Zapefra. ٢٩٤