البحر . وحاول سلمان ان يسد طريق البحر الشمالية فانبرت لصده بوارج الروم فأنزلت بمراكبه ضرراً كبيراً . وبقي منفذ القسطنطينية الشمالي مفتوحاً للمدد من البحر الأسود. واعتمد مسلمة على تجويع المدينة اكثر من اعتماده على مهاجمتها جبهيا. ولكن لاوون كان قد حسب لهذا المحذور حسابه فأمر كل أسرة بان تختزن مؤونة سنتين . أما مسلمة فانه لم يجب الحساب لشتاء فارس بدهمه ، فجاء شتاء السنة ۷۱٧ - ۷۱۸ بثلج دام ثلاثة اشهر . فمات عدد كبير من جنود مسلمة بالبرد وداء الزحار . وبين من لقوا حتفهم الوزير سليمان . وفي ربيع السنة ۷۱۸ وصل اسطولى احتياطي من مصر وجيش جديد من طرسوس . واحتل هذا الجيش شاطىء البوسفور الآسيوي ورسا الاسطول في مياهه . فتسللت سفن النار الرومية الى مرسى الاسطول المصري فأحرقته. ونزلت قوة من الروم وراء الجيش الجديد فباغتته ومزقته إرباً . وبدأت المجاعة تهاجم صفوف مسلمة . ثم فاجأه البلغاريون من الوراء فقتلوا من رجاله عشرين الفا . فتراجع عن عاصمة الروم بعد أن فقد معظم جيشه . وتعرض الباقي من عمارته لعاصفة في بحر ايجه فلم يعد الى شواطي الشام سوى خمس سفن فقط . Canard, M., Expéditions Arabes, Journal Asiatique, 1929,102-80: Theophanes, Chron., 395-399. ٢٧٤ الطبري، ج ۲، ص ٠١٣٤٦
صفحة:الروم في سياستهم وحضارتهم ودينهم وثقافتهم وصلاتهم بالعرب (1951) ج.1.pdf/275
المظهر