بعض القبائل العربية التي كانت ضاربة في بادية الشام وفي الارياف عند فجر الاسلام . وليس في هذه المصادر ما ينبيء بتأييد هذه القبائل لاخوانهم العرب الفاتحين . وقبائل البادية لم تذعن لخالد ابن الوليد الا مكرهة . والغساسنة اعتدوا على رسول الرسول. وغسان وقضاعة وقفوا الى جانب الروم في اليرموق . وهر قل نزل انطاكية ومعه من المستعربة خم وجذام وبلقين وبلى وعاملة ، وبعض هذه القبائل ، مضى مع هرقل الى بلاد الروم بعد ان استقب الامر للمسلمين في الشام" .. نصارى الشام والعرب : ويرى عدد من المستشرقين المستعربين ومن رجال الاختصاص في تاريخ الروم ان اختلاف النصارى حول الطبيعة الواحدة والمشيئة الواحدة وضغط الروم على من لم يشاركهم قولهم في العقيدة قد حمل قسماً كبيراً من نصارى الشام على الترحيب بالعرب الفاتحين ، ويغيب عن بال هؤلاء ان هذه القبائل العربية التي وقفت الى جانب هرقل في وجه العرب الفاتحين كانت درع من قال بالطبيعة الواحدة وان هر قل كان قد ثبت في رئاسة الكنيسة الانطاكية بطريركاً قال بالطبيعة الواحدة هو اثناسيوس المشار اليه في الفصل السابق وان بابا رومة او نوريوس وجميع البطاركة ما عدا صفر ونيوس بطريرك المدينة المقدسة كانوا قد وافقوا هرقل على القول بالمشيئة المواحدة أو سكتوا عن ذلك . فلا يجوز بإزاء هذه الحقائق الناصعة ان نتقبل قول افتيخيوس ان ابناء حمص رأوا في هرقل امبراطوراً ومارونياً ، عدواً للدين القويم لانه قالى بالمشيئة الواحدة . ولا ان نتبنى قول البلاذري بان نصارى الشام آثروا عدل 1 حركة الفتح الاسلامي للدكتور شكري فيصل ، ص ٢٦ - ٢٩ . الطبري ، ج ۱، ص ٢٣٤٧ . Corpus Script. Christ. Orientalam, Scriptorum Arubici, 11, 5, 1, 4; Patrologia Graeca, CIX, 1088. ٢٤٧
صفحة:الروم في سياستهم وحضارتهم ودينهم وثقافتهم وصلاتهم بالعرب (1951) ج.1.pdf/248
المظهر