الفصل الخامس عبر هرقل والعرب ( ٦٣٠-٦٤١ ) النبي العربي والروم : ولما اشتدت الحرب بين الفرس والروم وبلغت انباؤها الى العرب كان النبي والمسلمون منحازين بعاطفتهم الى الروم لانهم كانوا في نظر هم اهل كتاب مثلهم . فاما كفار العرب فكانوا يميلون بعاطفتهم الى الفرس لانهم مثلهم أميون . ولا أدل على ذلك من أن أبا بكر الصديق ، وهو طبيعة المسلمين ، قد راهن أبي ابن خلف وهو من وجوه الكفار على مئة بعير ان الروم سينتصرون . وكان الرسول قد استطاع ان يجمع حول رسالته عدداً من اهم قبائل العرب. وكان قد استقر في يثرب واتخذها قاعدة عمله، ولكنه كان يسعى سعياً حثيثاً لفتح مكة قاعدة العرب الدينية . وكان اليهود قد ناصبوه العداء واظهروا له الشر وقاتلوه فانهزموا وخرجوا من يتوب شمالاً الى حدود الروم ، وبعضهم وصل الى اذرعات ) درعة ) في حوران . وكانوا يتصلون بالمشركين العرب فيحرضونهم على المسلمين . فعاد النبي الى قتال اليهود فضربهم ضربة شديدة في خيير . ولما طلبوا الصلح فيها بعث إلى اهل فدك يخيرهم بين ان يسلموا أو يسلموا أموالهم فصالحوه على نصف أموالهم من غير قتال. وتجهز الرسول للعودة الى المدينة عن طريق ٢٣٤
صفحة:الروم في سياستهم وحضارتهم ودينهم وثقافتهم وصلاتهم بالعرب (1951) ج.1.pdf/235
المظهر