في الكنية لتوحيد الكلمة الصفوف خصوصاً لأن الاخطار كانت وجمع لا تزال تحيط بالامبراطورية وتهدد كيانها . وكان طبيعياً أيضاً أن يشعر البطريرك سرجيوس صديق هرقل الامين بالضعف الذي نجم عن هذا الاختلاف في العقيدة. ذلك بان البطريرك كان يمارس الحكم ويطلع على خفايا الأمور في اثناء تغيب هرقل عن القسطنطينية في الحرب الفارسية. ويرى بعض الباحثين ان بدأ سرجيوس منذ السنة ٦١٦ يعرض على بعض الاساقفة القول بطبيعتين في السيد مع فعل واحد، وان هرقل رأى في هذا القول مخرجاً من الازمة اللاهوتية المستحكمة ، ووسيلة لتوحيد الصفوف . فلما كانت السنة ٦٢٣ فاوض هرقل جملة من الاساقفة في قبرص وارمينية . ثم في السنة ٦٢٣ فارض كيروس اسقف فاسيس في بلاد الاكراد ونصح له ان يكتب الى سرجيوس في هذا الموضوع . فقبل كيروس وكتب الى سرجيوس ، فأجابه هذا بانه قد وجد بین رسائل احمد اسلافه ميناس رسالة وجهها الى فيجيليوس بابا روعة اشار فيها الى فعل واحد ومشيئة واحدة. وأضاف انه لا يعرف أحداً من الآباء يؤيد القول بالمشيئتين. وهكذا قال كيروس بالمشيئة الواحدة . وسر به هر قل وازداد شجاعة على المضي في هذه القوية . ففاوض في السنة ٦٢٩ اثناسيوس بطريرك انطاكية ، وكان هذا ممن يقول بالطبيعة الواحدة ، فقبل ، ثم التأم في السنة ٦٣٠ مجمع ثيودوسيوبوليس فقيل كاثوليكوس الأرمن إسن واساقفته اعتناق القول الجديد . وثبت هر قل اثناسيوس على الكرسي الانطاكي، وجعل كيروس بطريركاً ووالياً . وأصبح أمله بالاتحاد وطيداً بعد ان قبل أربعة بطاركة بالحل مصر على الجديد. وعندئذ كتب سرجيوس بطريرك القسطنطينية الى اونوريوس بابا رومة مبيناً ما تم من توحيد الكلمة راجياً منه ابداء الرأي ، فجاء جواب البابا مبهماً غامضاً ولكنه لم يكن سلبياً . فانه اشار الى عبارة بولس الرسول ٢٣١
صفحة:الروم في سياستهم وحضارتهم ودينهم وثقافتهم وصلاتهم بالعرب (1951) ج.1.pdf/232
المظهر