ومعه ايقونة المخلص وايقونة العذراء . فأصبح على تعبير احد المعاصرين : ه خوذة العاصمة ودرعها وسيفها .. ويقول معاصر آخر : و أن البطريرك ما فتى، يواجه قوات الظلمة والفساد بايقونني المخلص والعذراء شفيعة العاصمة حتى أدب في قاربهم الرعب والخوف. فكانوا كلما عرض البطريرك من الأسوار ايقونة الشفيعة أعرضوا هم عن النظر اليها . ، وجمع الفرس اسطولاً وحاولوا الوصول الى الشاطيء الاوروبي بحراً، ولكنهم أخفقوا لان مراكب الروم بددت شملهم عند القرن الذهبي : فصبغت المياه بدمهم وغطت البحر بجنتهم ، وانقض خاقان الآفار مجموعه على الاسوار الآخر مرة في العاشر من تموز فارتد خائباً وهو يقول : هاني رأيت امرأة متوشحة بالمن الأثواب تطوف الاسوار من اولها إلى آخرها ! وهكذا نجت العاصمة من هذا الخطر المداهم، فعزا سكانها انتصارهم على الآفار والفرس في آن واحد، الى السيدة العذراء حامية المدينة. ونظم البطريرك سرجيوس تسبيحته الشهيرة الأكافيستون التي لا نزال نرددها ونونمها باللحن الرابع حتى يومنا هذا مساء كل جمعة من الاسابيع الخمسة الأولى من الصوم الكبير : اني انا مدينتك يا والدة الاله . ارفع لك رايات الغلبة ايتها القائدة المحامية . واقدم لك الشكر لنجاني من الشدائد . ولما كنت ذات العزة التي لا تحارب ، فاعتقيني من انواع الشدائد ، حتى أصرخ اليك قائلاً : Pisides, Georges, Bellum Acaricum, V, 371. ٢٢٩
صفحة:الروم في سياستهم وحضارتهم ودينهم وثقافتهم وصلاتهم بالعرب (1951) ج.1.pdf/230
المظهر