لتمضية فصل الشتاء . ثم نوى ان يتحرك من البونط بجيش عظيم في السنة ٦٢٦ ليستأنف انتصاره على الفرس، ولكن تقدم الآفار في البلقان وحصارهم القسطنطينية اضطراء ان يؤجل قصده هذا حتى السنة ٦٢٧ . وفي صيف السنة ٦٢٧ قام الخزر حلفاء هرقل بحصار تفليس ، وهب هو الى محاربة ابرويز ، فعبر خير الآراس عند اتشميازن ، ثم دخل منطقة ارارات فاذربيجان ، واتحدر بعد ذلك الى وادي الزاب . وفي الناني عشر من كانون الاول نازل ابرويز عند أطلال نينوى فأوقع به هزيمة شنعاء . ثم عبر الزاب متجهاً شطر طيسفون عاصمة الفرس ، فاحتل المقر الملوكي في دستجرد وانتزع منه ثلاث مئة لواء رومي كان الفرس قـــــد استحوذوا عليها في انتصارات سابقة ، واطلق سراح الوف من الاسرى . ولما كان جيش شهر براز لا يزال كاملا سائاً ، وكانت خطوط الدفاع عن طيفون قوية منيعة ، آثر هر قل التربص لعدوه في تبريز . فقطع جبال الزاغروس في ابان الشتاء وبلغ الى تبريز سالماً في الحادي عشر من آذار سنة ٦٢٨ . "' وكان شيرويه ابن ابرويز قد تمرد على والده وتسنم العرش في الثامن والعشرين من شباط من السنة ٦٢٨ ، فكتب الى هرقل يطلب الصلح . فضائحه الفسيلفس على شروط اهمها : العودة الى الحدود القديمة، واطلاق الأمرى ، وارجاع الصليب المقدس. وقبل شيرويه هذه الشروط . فاتصل هرقل بشهر براز لتنفيذها ، وكان هذا القائد لا يزال مستولياً على مطر وافر من املاك الروم في آسية . وبعد مفاوضات طويلة اجتمع هرقل وشهر براز في ارابيسوس في آسية الصغرى في حزيران من السنة ٦٣٩ . وعرف هرقل كيف يحدث شهر براز بما كان يراود نفس القائد الفارسي . وكان شهر براز يطمع بعرش الفرس . فعلله هرقل بالأمل ، فعله هرقل بالأمل ، فأسرع القائد إلى تنفيذ المعاهدة، وأجلى جيوشه عما كان يحتله من اراضي الروم. الفارسي ۲۲۷
صفحة:الروم في سياستهم وحضارتهم ودينهم وثقافتهم وصلاتهم بالعرب (1951) ج.1.pdf/228
المظهر