الاجنحة . وعهد العمل الى انتميوس التوالي واسيدور الأصغر ، وبقيت هذه الكنيسة البديعة مدفناً لاباطرة الروم حتى القرن الحادي عشر ، ولما استولى الاتراك على القسطنطينية أمروا بهدمها لينشئوا في موضعها جامع السلطان محمد الفاتح . وباستطاعتنا ان نستعيد صورة شكلها قياساً إلى كنيسة القديس مرقس في البندقية او كنيسة القديس يوحنا في افسس او كنيسة سان فرون في بريغوا في فرنسة ، فان هذه الكنائس جميعاً قد شيدت على طراز كنيسة الرسل في القسطنطينية " . وربما تعذر علينا اليوم ان نتلذذ تلذذاً تاماً بوجوه الانقان والبداعة في الفسيفساء على جدران كنيسة الحكمة الالهية لان الاتراك قد حولوها عند الفتح الى جامع وطمسوا هذه الآثار بطلاء من الطين وغيره ولان اعمال التنظيف والترميم التي أمر اتاتورك باجرائها في هذه الكنيسة لم تتم بعد، ولكن بامكاننا ان نامس لطائف هذا الفن وروعته على جدران كنية القديس الشهيد فيتال في رابينة . ورابينة هذه كانت في القرن الخامس بعد الميلاد ملجأ لا باطرة الغرب ثم اصبحت في اوائل القرن السادس عاصمة القوط الشرقيين. ولما تغلب يوستنيانوس على هؤلاء وفرض سلطته على ايطالية ، اصبحت رابينة مركز حكم الروم في ايطالية ومقر الاكسر خوس فيها وذلك طوال قرنين منذ منتصف السادس حتى منتصف الثامن ، وآثار رابينة الفنية تعود الى عهد غالية بلاسيدية بنت ثيودوسيوس الكبير والى عهد تيودوريخوس ويوستنيانوس . وشمل پوستنيانوس رابينة بعنايته فأكمل بناء كنيستين فيها ورضعهما بالفسيفساء . ولا تزال هذه الفسيفساء محفوظة Saint Front de Pariguent. Heisenberg, A, Die Apostelkirche in Constantinopel, Leipzig, 1908. ۲۱۸
صفحة:الروم في سياستهم وحضارتهم ودينهم وثقافتهم وصلاتهم بالعرب (1951) ج.1.pdf/219
المظهر