صفحة:الديمقراطية في الإسلام (1952) - العقاد.pdf/77

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

فإنه لم يصالح بل طلبها حتى قتل دونها . مستشهداً في وقعة كربلاء وممن ادعى الخلافة والإمامة أولاد سعود أصحاب الشيخ محمد بن عبد الوهاب في القطعة النجدية من أواخر القرن الثاني عشر إلى قريب عهدنا الحاضر أو فيه ، وحجتهم حجة الشيخ ابن عبد الوهاب إذ لا يعتقدون أن غيرهم من المسلمين على حق إلا إذا دانوا بما يدينون ، فلذلك لا يجدون حقا لغيرهم في دعوة الخلافة ولا يقرون لأولاد على بما يدعون من الوصاية والاستحقاق ، وكان يدعى الإمامة أيضاً أمراء صنعاء اليمن ويلقبون أنفسهم بألقاب العبابسة كالمعتز بالله ، والمعز لدين الله ، وهلم جرا حتى وقعت حرب اليمن بعد الثمانين والمائتين وألف واحتلتها الجيوش العثمانية، وحجتهم حجة من ذكر قبلهم من العلويين ، وادعاها عبدالله التعايشي خليفة المتمهدي في أم درمان .

6 ومعظم هؤلاء الآن قد انقضى عهدهم أو انقضت دعواهم في الخلافة والإمامة ، وليس من شأننا في هذا المبحث أن نفصل بين مدعيها أو تقدم حجة فريق منهم على فريق ، ولكن موضع العبرة من سياق هذا الكلام هو حكمة الإيمان بسيادة الأمة وأنها مرد التشريع والسلطان ، فإذا تعذرت المبايعة الخليفة واحد متفق عليه فلا تسقط الشرائع ولا تستباح الحقوق ما دام المحكومون هم مرجع الحكم في كل دولة ، وما دامت الأمم هي مصدر السلطان وإلا كان الحق كله للسيف والغلبة ، وهو حق يدعيه المؤمنون بالأديان وغير المؤمنين