صفحة:الديمقراطية في الإسلام (1952) - العقاد.pdf/43

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

الشرط فلم يجده إلا في آل حذيفة بن بدر الفزاري وآل حاجب بن زرارة وآل قيس بن عاصم من بني تميم وآل ذي الحدين بيت شيبان وآل الأشعث بن قيس من كندة من عشائرهم وأقعد الحكام العدول ، ثم قال بعد سيد يصلح لموضعه وكانت الفواصل بين الطبقات على أشدها ، فكان لذوى الأنساب مناصب محفوظة بغير عمل ، وكان الشعب بين طبقة الكهان وطبقة القادة خليطاً من التجار والصناع والفلاحين والفعلة محرومين من كل حق في وظائف الحكومة ، ولم تكن للدولة شريعة مرعبة غير شريعة العرف وما يأمر به الملوك والأمراء ويستشيرون فيه الموابذة غير مقيدين بالمشورة ولا بالاستشارة . ... ۳۹ 6 C فجمع هذا الرهط ومن تبعهم أن كلهم أما دولة الروم الشرقية فقد بلغت القرن السادس للميلاد وهي مضرب المثل بالحكم المطلق ، وقد أراد أناس من خصوم معاوية بن أبي سفيان أن يعيبوا توريثه الخلافة فقالوا إنه يريد أن يجعلها « هرقلية » . كأنهم لا يعرفون مثلا أدل عليه من المثل القائم في دولة الروم . وكان قسطنطين قد ألغى مناصب وكلاء الشعب المعروفين باسم « التربيون » وهم أناس ينوبون عن القبائل وينسبون إليها من كلمة « ترایب » Tribe أي القبيلة وكان من حقهم أن يتلقوا المظالم والشكايات ويعترضوا على الأوامر التي تجحف بحقوق الدهماء وجاء جستنيان فجمع القوانين وأبطل سلطان مجلس الشيوخ ، ...