صفحة:الديمقراطية في الإسلام (1952) - العقاد.pdf/178

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

١٧٤ مع وأعدائها ، ومنهم من يذكر في هذا الباب عذر معاوية في عهد الخلافة العمرية ، وخلاصة القصة كما رواها يزيد بن معاوية : « أن عمر بن الخطاب لما قدم الشام قدم على حمار ، ومعه عبد الرحمن بن عوف على حمار ، فتلقاهما معاوية في موكب ثقيل فجاوز عمر حتى أخبر بمكانه فرجع إليه . قال يزيد : فلا قرب منه نزل إليه فأعرض عنه ، فجعل يمشى إلى جنبه راجلا ، فقال له عبد الرحمن بن عوف : أتعبت الرجل . فأقبل عليه عمر فقال : يا معاوية ! أنت صاحب الموكب آنفاً ما بلغنى من وقوف ذوى الحاجات ببابك ؟ قال : نعم يا أمير المؤمنين قال : ولم ذاك ؟ قال : لأنا في بلد لا نمتنع فيه من جواسيس العدو ولا بد لهم مما يرهبهم من هيبة السلطان ، فإن أمرتنى بذلك أقمت عليه ، وإن نهيتنى عنه انتهيت . قال عمر : لئن كان الذي تقول حقا فإنه رأى أريب ، وإن كان باطلا ً فإنها خدعة أديب . ما آمرك ولا أنهاك . فقال عبد الرحمن بن عوف : لحسن ما صدر هذا الفتى عما أوردته فيه . فأجابه عمر : لحسن موارده جشمناه ما جشمناه » غير أن كتاب المراسم تعمدوا الملق فأجازوا للإمام المسلم مالا يجيز الإسلام ، وجعلوها قيصرية أو شاهانية ، وكلتاهما كانت مضرب المثل عند النبي وحجة فيها يذم ولا يحمد من أبهة الجبابرة والطغاة ، ولم تأت في الكتاب والسنة كلمة واحدة تبيح لولى الأمر أبهة تحجبه عمن يطرق بابه في المصالح والواجبات .