صفحة:الديمقراطية في الإسلام (1952) - العقاد.pdf/174

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

۱۷۰ فقال الرجل : مات من أوقف نفسه موقفاً لا يوثق له بعهد ولا بعقد فقال عبد الملك : كلام لو سبق سماعه فعلى لأمسكت .

والذين بحثوا في عمل الوزير كالماوردي وابن حمدون أرادوا أن يشتقوا عمل الوزارة من لفظها فقالوا إنها على ثلاثة أوجه : أحدها أنها من الوزر وهو الثقل لأنه ـ أي الوزير – يحمل عن الملاك أثقاله ، والثاني أنها من الأزر وهو الظهر ، لأن الملك يقوى بوزيره كقوة البدن بظهره ، والثالث أنها من الوزر وهو الملجأ ومنه قوله تعالى: «كلا لاوزر»: أي لا ملجأ . لأن الملك يلجأ إلى رأيه ومعونته واتفقوا على أن الوزير الصالح من كان وسطاً بين الخاصة والعامة ، لأنه يدبر مصالح هؤلاء وهؤلاء ومن كلام الماوردي يخاطب الوزير : « . . أنت سائس مسوس لسياسة رعيتك وتنقاد لطاعة سلطانات ، فتجمع بين سطوة مطاع وانقياد مطيع ، فشطر فكرك جاذب لمن تسوسه ، وشطره مجذوب لمن تعطيه ، وهو أثقل الأقسام محملا ً وأصعبها مركباً، لأن الناس ما بين سائس ومسوس وجامع بينهما، ولك هذه الرتبة الجامعة، فأنت تجمع من أحكامها ، وتستكمل ما تباين من أقسامها ، وبيدك تدبير مملكة صلاحها مستحق عليك وفسادها منسوب إليك ، تؤاخذ بالإساءة ولا يعتد لك بالإحسان . . . ويلزمك في حق سلطانك ألا ما اختلف ..: . .