صفحة:الديمقراطية في الإسلام (1952) - العقاد.pdf/171

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

بمشاورتهم ليقتدي به الناس ، وهذا عندى أحسن الوجوه وأصلحها . قالوا الخطأ المشورة أصلح من الصواب الانفراد والاستبداد ، مع مع وقال صاحب كليلة ودمنة : لا بد للملك من مستشار مأمون ، يفضى إليه بسره ويعاونه على رأيه . المستشير وإن كان أفضل من المستشار وأكمل عقلا ً وأصح رأياً فقد يزداد برأى المشير رأيا كما تزداد النار بالدهن ضوء ا ونورا . . . . هم الناس أمثلة التجارب السياسية المروية عن الملوك ما جاء في العقد الفريد على لسان عمرو بن العاص يتحدث عن معاوية وهو ينظر إلى جيوشه وأتباعه فيسأله : يا ابن العاص ! كيف ترى هؤلاء وما عليه ؟ قال عمرو فقلت : والله يا أمير المؤمنين رأيت من یسوس بالدين والدنيا فما رأيت أحدا أوتى من طاعة رعيته ما أوتى لك من هؤلاء : فقال : أفتدري متى يفسد هذا وفى كم ينتقض جميعه ؟ قلت : لا . قال : في يوم واحد . قال عمرو : فأكثرت من التعجب ، فعاد يقول : والله ! وفى بعض يوم . . . إذا كذبوا في الوعد والوعيد ، وأعطوا على الهوى لا على الغناء فسد ما ترى » . ١٦٧

فأخرج @@@ ومن تجارب عمر بن عبد العزيز في حمل الناس على الطاعة بالعدل والطمع والأناة ما رواه صاحب تذكرة ابن حمدون ، قال عمر : « إنى أن أخرج للمسلمين أمراً من العدل فأخاف ألا تحتمله قلوبهم لهم . معه طمعاً من طمع الدنيا ، فإن نفرت القلوب من هذا راجع G