صفحة:الديمقراطية في الإسلام (1952) - العقاد.pdf/105

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

الأخلاق الديمقراطية هی إذا وصفت الأخلاق بالديمقراطية سبق إلى الذهن معنى هذه الصفة بغير حاجة إلى المراجعة ، وفهم السامع أن الأخلاق الديمقراطية التي تسري في لا سيادة فيه لطبقة على طبقة ولا استثثار فيه بالسطوة لأحد دون أحد ، فكل ما يجمل بإنسان أن يتحلى به من الشمائل والسجايا بينه وبين قومه فهو جميل بكل إنسان وقد أمر الإسلام بأخلاق ونهى عن أخلاق ، وكل أوامره ونواهيه موجهة إلى الناس أجمعين ، وصالحة للأخذ بها في مجتمع قائم على المساواة في الحق ، وعلى التعاون بين الأقوياء والضعفاء ی وتتلخص الأخلاق الإسلامية – وإن شئت فقل الأخلاق الديمقراطية – في كلمة واحدة : وهي الساحة . فما من صفة أمر بها الإسلام إلا جاز أن توصف بالسمحة ، وما من صفة نهى عنها إلا كانت على اليقين مجافية للسماحة داعية إلى نقيضها ولا تتطلب الديمقراطية « خلقاً مثاليئًا » لا أرفع من السماحة ، لأنه أجمل صفة يتصف بها قوم متعاونون ، وإن تفارقوا في الأقدار والأعمال . - 1