صفحة:الخيال في الشعر العربي.pdf/64

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
-٦٤-

بال غيره، فصفوان بن ادريس الاندلسي عاش في قطر يرى فيه المقلة الزرقاء تلوح عليها حمرة الرمد فقال يصف الورد مفتحاً أعلى شاطیء الخليج

والورد في شط الخليج كأنه
رمد ألم بمقلة زرقاء

ومن الشعراء من لم يأخذ في حافظته صورة المقلة الزرقاء وعليها مسحة من الرمد كمن نشأ في ناحية الجنوب وانما رأى المقلة الرمداء ولون الزرقة ينفرد أحدها عن الآخر وانظر الى ابن الرومي حين قال له بعض اللائمين لم لا تشبه تشابيه ابن المعتز وأنت اشعر منه ثم قص عليه تشبيه للهلال بزورق من فضة وعليه حمولة من عنبر، وتشبيه الآذريون بمداهن من ذهب فيها بقايا غالية – قال ابن الرومي (لا يكلف الله نفساً إلا وسعها) ذلك انما يصف ماعون بيته لانه ابن خليفة وانا اي شيء اصف! ولكن انظروا اذا انا وصفت ما أعرف أين يقع قولي من الناس وقد يتفق الشاعران في معرفة العناصر والهيأة المؤلفة ويكون أحدها أشـد علقة بها وأكثر تردداً عليها فيكوها خطورها على قريحته اكثر من خطورها على فريحة من شاهدن