صفحة:الخيال في الشعر العربي.pdf/36

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.
–٣٦–
٣

حال المعنى والتخييل

قد يصوغ الشاعر المعنى لاول الخطاب في صورة خيالية فلا يدركه الا من صفت قريحته ورقت حاشية ألمعيته ككثير من الاشعار الواردة على طريق المعميات والالغاز أو من سبق اليه ما يهديه الى المراد ويساعده على فهمه من قرينة حال أو مقال كبعض المحاورات التي يقصد فيها المتخاطبان الى اخفاء الغرض وكتمه عمن يصغى الى حديثهم أو يطلع على رسائلهم

وقد يصرح بالمعنى ثم يدخل به في طريق التخييل وهذا اما أن يخرج الصريح بالتخييل فيفصل المعنى ويضع بازاء كل قطعة منه صورة خيالية كما قال العتابي يصف السحاب

والغيم كالثوب في الآفاق منتشر
من فوقه طبق من تحته طبق
تظنه مصمتاً لا فتق فيه فان
سلت عزاليه قلت الثوب منفتق
ان معمع الرعد فيه قلت منخرق
أو لاْلأ البرق فيه قلت محترق

مثل الغيم الضارب في الافق لثوب المنشور ثم أخذ يقرن كل حال من أحواله بما يقابلها من أحوال الثوب فجعل امساكه